أعلن عدد من كبار رجال الدين الراديكاليين المؤيدين للرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي انسحابهم من المنافسة في انتخابات "مجلس خبراء القيادة" المقررة الأسبوع المقبل، احتجاجاً على "اجحاف وظلم" مجلس أمناء الدستور لاستبعاده معظم المرشحين الموالين للتيار الاصلاحي. واعتبروا ان الاستحقاق الانتخابي الأكثر أهمية في النظام، لاختيار اعضاء مجلس الخبراء الذي يتمتع بصلاحية اختيار مرشد الجمهورية الإسلامية وعزله، "يفتقد طابع المنافسة الحقيقية". لكن أنصار الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني اتخذوا لأنفسهم مسافة من الراديكاليين، وأكدوا أمس أنهم سيشاركون بفاعلية في الانتخابات. وشددوا على ان المشاركة في أي اقتراع هي "عمل استراتيجي". وكان "مجلس امناء الدستور"، وهو أعلى هيئة تشرف على مراقبة الانتخابات وتتمتع بصلاحية "فرز" مسبق لأسماء المرشحين قبل الاقتراع، سمح لپ167 من أصل 300 قدموا ترشيحاتهم بخوض المنافسة على 86 مقعداً في مجلس الخبراء، واستبعد معظم الموالين لخاتمي. وأثار إقصاء فقهاء بارزين وقياديين في "تجمع علماء الدين المناضلين" المحور الرئيسي لليسار الإسلامي الراديكالي ضجة واسعة. وبدت المشكلة أكثر استفحالاً عندما أعلن ممثل المرشد في أصفهان آية الله جلال طاهري انسحابه من المنافسة، ثم تلاه أمس آية الله صادق خلخالي وآية الله عبايي خراساني، احتجاجاً على "القرارات الحزبية الضيقة" للتيار المحافظ الذي يهيمن على المجلس الدستوري. وفيما ناشد خاتمي الجميع "ضبط النفس"، أفادت صحيفة "طهران تايمز" أنه ناشد المنسحبين ان يراجعوا قرارهم. في المقابل، أكد أنصار رفسنجاني أنهم سيدعمون مرشحين في كل الدوائر الانتخابية التي "ستشهد منافسة"، علماً أن الانتخابات في بعض الدوائر ستتم بالتزكية. وعقد الأمين العام لحزب "كوادر بناء إيران" المعروف بحزب أنصار رفسنجاني، غلامحسين كرباستشي مؤتمراً صحافياً أمس، شدد خلاله على أن المشاركة في الاقتراع "قرار استراتيجي"، داعياً إلى مشاركة شعبية واسعة "بما ان انتخابات الخبراء تعتبر أهم انتخابات في النظام، لا سيما ان الوظائف الرئيسية فيه هي في عهدة القائد" المرشد. وأشار إلى "تجمع علماء الدين" وموقفهم من هذه الانتخابات، مؤكداً ان حزبه "مستقل" عن التجمع في "أفكاره وقراراته وتوجهاته وسياساته"، علماً أن حكومة خاتمي تتشكل من ائتلاف بين الراديكاليين وأنصار رفسنجاني. وتابع كرباستشي: "لدينا تحفظات وانتقادات شديدة لقرار المجلس الدستوري إبعاد عدد من المرشحين، لكننا نعتبر ان للمشاركة في الانتخابات تأثيراً أشد من الغياب". وأعلن "الكوادر" لوائح المرشحين التي يدعمونها، ولوحظ وجود اسماء من التيار المحافظ إلى جانب رفسنجاني على رأس القائمة، كآية الله إمامي كاشاني الناطق الرسمي باسم المجلس الدستوري وزعيم "جمعية علماء الدين المناضلين".