في واحدة من أنجح الانتخابات التي شهدتها ايران - الجمهورية الاسلامية خلال السنوات الاخيرة، تنظيماً وامناً، ودقة مراقبة لعمليات الاقتراع والفرز، جرت انتخابات "مجلس خبراء القيادة" في ايران، امس، وشهدت اقبالاً اضطر وزارة الداخلية الى تمديد مدة الانتخاب ساعتين في كل المحافظات والدوائر الانتخابية. لكن المفاجأة التي قد تؤثر في توازن القوى داخل المجلس المقبل هي "تسلل" رجال دين موالىن لحكومة الرئيس سيد محمد خاتمي ومشروعه الاصلاحي، اذ اكدت مصادر رسمية قريبة من خاتمي ل "الحياة" ان نحو ثلاثين مرشحاً قبلهم "مجلس امناء الدستور" ومنحهم "أهلية" المشاركة لم يتقدموا كمرشحين من انصار خاتمي، وبدا الاصلاحيون كأنهم قاموا بعملية التفاف على التيار المحافظ، اذ خاض المنافسة نحو خمسين رجل دين موالىن لخاتمي، بينما كان المُعلن ان عشرين فقط يوالون التيار الاصلاحي، علماً بأن الناخبين سيختارون 86 عضواً لمجلس الخبراء. وما يخشاه انصار خاتمي ان يكون لإحجام معظم الناخبين المؤيدين للاصلاحات تأثير سلبي في النتائج، ما يضمن الغالبية المطلقة لليمين المحافظ. واكد نائب وزير الداخلية للشؤون السياسية والمشرف العام على هذه الانتخابات مصطفى تاج زاده ان "عشرة آلاف مراقب توزعوا على كل مراكز وصناديق الاقتراع، والانتخابات كانت نزيهة ولم نسمح بأي ثغرة يمكن ان تكون مجالاً للتلاعب". واضاف ان نسبة المشاركة في الاقتراع كانت "افضل" من الدورتين السابقتين. وكان اركان النظام، خصوصاً مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس خاتمي ادلوا بأصواتهم من ساعات الصباح الاولى. وقال مدير مكتب رئيس الجمهورية السيد محمد علي ابطحي "ان خاتمي كان معنياً ومهتماً بمشاركة شعبية عريضة في هذه الانتخابات، اذ ان شعاره هو اقامة مجتمع مدني يسوده القانون وتُكفل فيه الحريات العامة ويتمكن فيه الشعب من تحديد مصيره وارادته، والانتخابات تعتبر احدى اهم الوسائل والسبل المؤدية الى هذا الهدف".