حذر كبار رجال الدين المؤيدون للرئيس محمد خاتمي وحكومته واصلاحاته من ان انتخابات "مجلس خبراء القيادة" المقررة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري قد تشهد ادنى نسبة مشاركة شعبية في الاقتراع مما يمكن ان يلحق "ضرراً بشرعية نظام الجمهورية الاسلامية" في ايران. ووجه "تجمع رجال الدين المناضلين" انتقادات لاذعة الى التيار المحافظ الذي يهيمن على معظم مؤسسات الرقابة الدستورية لا سيما "مجلس امناء الدستور"، بسبب تعاطيه مع مسألة بت اهلية المشاركة في الانتخابات على قاعدة "حزبية ضيقة تفتقد الرشد وتتناقض مع اعراف المدارس الدينية". أما المعارضة الليبرالية فلم تجد حرجاً في توجيه دعوة صريحة الى مقاطعة الانتخابات التي اعتبرتها "حركة الحرية" في بيان تلقته "الحياة" انها "لن تشهد اي منافسة حقيقية". واتهمت المحافظين بالتصرف "في شكل مناقض لمنافع الشعب ومصالح الوطن والنظام". ولفتت الى ان "الانتقاء العشوائي غير المنضبط بأي ميزان او منطق لشروط الترشح لا يسمح بمشاركة شعبية ومكثفة" في الاقتراع. وأبدت الحركة المعارضة ثقة بأن الشعب الايراني "يدرك حقيقة قيم الثورة الاسلامية وواجباته الوطنية والدينية، لذلك هو مقتنع بأن الاجواء السائدة نتيجة الممارسات الاحتكارية للتيار المحافظ تسلب انتخابات الخبراء شروط الحرية والنزاهة". وتابع البيان ان انتخابات كهذه "لن تكون سوى صورة مزرية وساخرة للديموقراطية"، وشدد على ان المعارضة ستقاطع الانتخابات. ووجه "تجمع رجال الدين المناضلين"، المحور الديني لليسار الاسلامي الراديكالي المؤيد لخاتمي، دعوة صريحة الى المشاركة في الاقتراع، لكنه لم يخف قنوطه من ان "تتكرر الملحمة الحماسية التاريخية للانتخابات الرئاسية" الاخيرة التي شهدت نسبة مشاركة في الاقتراع مرتفعة جداً. وشدد بيان للتجمع تلقته "الحياة" على ان النهج الذي اتبعه "مجلس امناء الدستور" في اختيار المؤهلين لخوض المنافسة في انتخابات الخبراء "لا ينسجم مطلقاً مع تطلعات شعبنا الواعي، بل يتناقض مع كل حسن تداولته الحوزات العلمية الدينية لمدة قرون". ويضم التجمع في قيادته رجال دين بارزين في الحوزة والنظام، في مقدمهم الرئيس خاتمي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي وقاضي القضاة السابق موسوي خوئيني الذي رأى المجلس الدستوري انه غير مؤهل لخوض انتخابات مجلس الخبراء على رغم انه كان عضواً في هذا المجلس 1982 - 1990، وانسحب من انتخابات الدورة الثانية بسبب السيناريو الذي يتكرر الآن، اي اقصاء مجلس امناء الدستور مبكراً معظم رجال الدين الراديكاليين كخاتمي نفسه. والمفارقة ان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي كان عيّن خوئيني عضواً في "مجمع تشخيص مصلحة النظام" لكن المجلس الدستوري حجب عنه أهلية الترشح لانتخابات الخبراء وأقصاه، مما أثار دهشة معظم الأوساط الدينية في الحوزة العلمية. واتخذ الراديكاليون والاصلاحيون والتيار الطالبي المؤيد لخاتمي من هذا القرار وأمثاله مدخلاً ليجزموا بأن المنافسة غائبة في انتخابات مجلس الخبراء، وحذروا من ان نسب المشاركة الشعبية في الاقتراع ستكون متدنية جداً "مما سيلحق ضرراً بشرعية النظام".