يتوجه 39 مليون ايراني الى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب 86 رجل دين لعضوية "مجلس خبراء القيادة" من اصل 167 مرشحاً سُمح لهم بخوض المنافسة. وشكا الاصلاحيون الموالون للرئيس محمد خاتمي من اقصاء معظم مرشحيهم، علماً ان "مجلس امناء الدستور" منح "اهلية" المشاركة لعشرين رجل دين فقط من غير الموالين للتيار المحافظ، وينتمي فقهاء المجلس الدستوري الستة الذين يملكون صلاحية "غربلة" المرشحين سلفاً، الى اليمين المحافظ. لكن الأمين العام للمجلس آية الله احمد جنتي نفى ان تكون القرارات اتخذت على خلفية سياسية. ويتوقع ان يجدد المحافظون هيمنتهم على مجلس الخبراء، وليس مستبعداً ان يتولى رئاسته الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وفي غياب منافسة جدّية، حذرت اوساط دينية وسياسية اخيراً من "خطورة" انكفاء الناخبين عن الاقتراع بكثافة، لكن مصادر رسمية ابلغت "الحياة" ان آخر استطلاعات رأي توقعت نسبة مشاركة تعادل خمسين في المئة او تتجاوزها، وقالت ان الأرقام الأولية تشير الى ان 17 - 20 مليون ناخب سيشاركون في التصويت. وإذا صدقت هذه التوقعات ستكون مفاجأة "سارة" لأركان النظام خصوصاً التيار المحافظ الذي ضمن الغالبية المطلقة في مجلس الخبراء مبكراً. وثمة اجماع على ان زخم المشاركة الشعبية لن يبلغ ما شهدته انتخابات الرئاسة العام الماضي، حين بلغت نسبة المشاركة تسعين في المئة وصوّت 30 مليوناً من اصل 33 مليون ايراني يحق لهم الاقتراع. مع ذلك يُستبعد ان تكون المشاركة في انتخابات الخبراء متدنية جداً، اذ ان اقطاب المؤسسة الدينية وكبار المراجع في الحوزة الدينية أفتوا بوجوب الاقتراع، وقال بعضهم ان الاحجام عن التصويت يعتبر "خيانة" للنظام. كما ان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي حض الايرانيين على "توجيه صفعة للأعداء والاستكبار العالمي، من خلال المشاركة العريضة في الانتخابات". وأياً تكن نسبة الاقبال على التصويت، الاكيد ان المحافظين سيجددون هيمنتهم على المجلس، وليس مستبعداً ان يفضي ما يتردد عن صفقة بين التيار المحافظ والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، الى تولي رفسنجاني منصب رئيس "مجلس خبراء القيادة" خلفاً لآية الله علي مشكيني الذي تدعمه جماعات "حزب الله".