غزة، لندن - "الحياة"، أ ف ب - وصفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان اصدرته امس العملية الانتحارية التي نفذت جنوب قطاع غزة اول من امس واسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي بأنها "بطولية"، علماً ان الحركة كانت نفت مسؤوليتها عن العملية. ودان البيان "اجراءات السلطة الفلسطينية القمعية" ضد قيادات الحركة وعناصرها، مطالباً باطلاق المعتقلين ورفع الاقامة الجبرية عن الزعيم الروحي للحركة الشيخ احمد ياسين. في غضون ذلك، روى الشيخ ياسين تفاصيل وضعه تحت الاقامة الجبرية وتفتيش منزله ومنازل ابنائه واعتقال مرافقيه، وذلك في رسالة بخط اليد تحمل اسمه. وجاء في الرسالة التي تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منها عبر الفاكس امس: "السلطة الفلسطينية ابلغتني في الساعة العاشرة والربع مساء امس الخميس بأمر الاقامة الجبرية وعدم الخروج من البيت ولو لصلاة الجمعة فيما قطعت خط الهاتف عن البيت". وتابع الشيخ ياسين: "في الساعة الواحدة والربع بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، حاصرت قوات الشرطة الفلسطينية منزلي من كل الجهات وكان افرادها يرتدون الاقنعة، ثم دخلت مجموعة من الشرطة والشرطيات البيت وطلبت مني تفتيشه، وأبرزت أمراً من مدير الشرطة يسمح لها بتفتيش المنزل والمكتب والاوراق والادراج والملابس. تم تفتيش زوجتي وبناتي وزوجات اولادي تفتيشاً شخصياً كما فتشوا غرف النوم والحمامات وفعلوا الشيء نفسه في بيوت ابنائي عبدالحميد وعبدالغني ومحمد … بعد ساعتين من التفتيش وبعدما قلبوا كل شيء في البيوت خرجوا حاملين الأوراق والملفات الموجودة، وهي ملفات الشؤون الاجتماعية والايتام ومشاكل الناس وكذلك أشرطة الفيديو". واكد ان جميع مرافقيه "اعتقلوا، وهم علي البغدادي وعامر عيسى ومحمود العماري وأخذوهم معهم الى سجن تل الهوى وصادروا الاسلحة المرخصة التي في حوزتهم، وكان ذلك في الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل". يذكر ان الشيخ ياسين مقعد ومصاب بشلل في اطرافه نتيجة اصابة في العمود الفقري في صباه، مما يعني انه قد يكون أملى الرسالة على أحد المقربين. ولم يتسن الاتصال من اجل التأكد من ان الرسالة صادرة عن الشيخ ياسين بسبب قطع الاتصالات الهاتفية مع منزله ومنازل قيادات حركة "حماس" في قطاع غزة. وكانت السلطة الفلسطينية فرضت الاقامة الجبرية على ياسين في اطار حملة شاملة ضد الحركة، واعتقلت عشرات من قيادييها واعضائها اثر العملية الانتحارية في قطاع غزة والتي ادت الى مقتل جندي اسرائيلي وجرح ستة اسرائيليين آخرين. ودانت "حماس" بشدة ممارسات السلطة وحملاتها "القمعية" ضد الحركة، ووصفتها بأنها "تصعيد خطير" عزته الى "العملية البطولية ضد جنود الأعداء في غزة" وبسبب "تصريحات الشيخ ياسين الرافضة اتفاق واي بلانتيشن الاذعاني والداعية الى مواصلة المقاومة ما دام الاحتلال موجوداً". واعتبرت في بيان تلقته "الحياة" في لندن امس ان "سياسة القمع والاعتقال والتنكيل والاقامة الجبرية دليل على هشاشة الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي وعلى عدم قدرة السلطة على تسويقه لشعبنا". وناشدت الشعب الفلسطيني والدول العربية والاسلامية "رفض هذه الاجراءات واستنكارها والضغط على السلطة لوقفها". ودانت الجبهتان "الديموقراطية" و"الشعبية" لتحرير فلسطين في بيان صدر عن قيادتهما الموحدة امس حملة الاعتقالات التي تشنها السلطة الفلسطينية ضد قيادات "حماس" وعناصرها وطالبتا بوقفها. وجاء في البيان الذي تلقته وكالة "فرانس برس" ان "الاعتقالات التي تنفذها اجهزة الامن هي ترجمة سريعة ومباشرة لما جرى الاتفاق عليه في واي ريفر الامر الذي يؤشر الى جدية الالتزامات الامنية التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية وخطورتها". وتابع البيان: "امام الاخطار التي تهدد وحدة شعبنا المناضل ولتفويت الفرصة على العدو، نطالب بوقف هذه الممارسات واطلاق المعتقلين الفلسطينيين وندعو القوى السياسية الى التصدي لكل ما من شأنه المس بوحدة شعبنا وحقه الطبيعي في الدفاع عن حقوقه وحرياته الديموقراطية". ورأى ان "ما يثير الاستهجان في الاتفاقات الموقعة وترجمتها السياسية والامنية يتمثل في ازدواجية المعايير، اذ جرى تصعيد حملة الاعتقالات الاخيرة بحجة عملية غوش قطيف جنوب قطاع غزة بينما امتنعت الحكومة الاسرائيلية عن اتخاذ اي اجراء في حق قطعان المستوطنين الذين يتبجحون علناً بالمسؤولية عن قتل الفلسطينيين". ولفت الى انه في الوقت الذي "تباح للمتطرفين الاسرائيليين حرية التعبير عن الرفض والتحريض، يحظر على القوى المعارضة الفلسطينية التعبير عن موقفها وتوصم بالارهاب والتحريض وتعتقل قياداتها وناشطوها جماعياً".