استهجنت حركة «حماس» تصريحات وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية محمد دحلان لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية والتي قال فيها إنّ حماس حاولت القيام بانقلاب على السلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة. وأعربت الحركة في بيان لها تلقت «الرياض» نسخة منه، عن أسفها لهذا الهبوط الإعلامي بعد حالة الوفاق الذي شهدته الساحة الفلسطينية مما يمثّل رغبةً من الوزير بالعودة إلى حالة الصراع التي وضعت قيادتا حركتي حماس وفتح حداً لها، وتكشف بأنّ هناك تياراً داخل السلطة يعتقد واهماً القدرة بالعودة إلى التجربة السوداء مع الحركة وقيادتها ومجاهديها في العام 1996م. وطالبت الحركة رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء بوضع حد لمثل هذه التصريحات التي تعمل على تسميم الأجواء ونقض عرى التفاهمات بين الحركتين، كما طالبت الوزير دحلان أنْ يتوقف عن نهجه الاستخفافي بفصائل المقاومة والتي عبّر عنه في أكثر من مناسبة كان آخرها المؤتمر الذي عقدته وزارة الإعلام في غزة، وأنْ يكف عن التعرض لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). من جانبه قال سامي أبو زهري الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تصريح له: «إن دحلان آخر من يتحدث عن حركة حماس ويوجه الاتهامات لها، رافضا استمرار التحريض ضدّ حركة حماس التي تحظى بجماهيرية واسعة. وأضاف أبو زهري أنّ «دحلان قد قام بانقلابٍ ضدّ السلطة الفلسطينية في حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات وأخرج مسيرات واسعة في شوارع غزة واحتل العديد من المؤسسات الفلسطينية». وحول إشادة دحلان بوزير الداخلية نصر يوسف قال أبو زهري: «من الطبيعي أن يشهد دحلان إلى جانب نصر يوسف»، مؤكداً على أن موقف الحركة لا زال كما هو الإصرار على عزل نصر يوسف وهو موقف ثابت لا تراجع عنه. يشار إلى أن وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان، كان قد قال في تصريحات لصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية: أن حركة «حماس» حاولت في الأيام الأخيرة القيام بانقلاب عسكري في قطاع غزة، من خلال محاولاتها السيطرة على مقرات الشرطة بصواريخ آر بي جي. هذا وساوى دحلان بين حماس ورئيس وزراء إسرائيل، اريئيل شارون، مدعيا انه يجمعهما هدف واحد هو تدمير السلطة الفلسطينية. على صعيد آخر، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن المواطن حامد الدح - 18 عاما - ، استشهد يوم أمس الجمعة، متأثرا بجراح أصيب بها في الخامس عشر من الشهر الجاري. وقال الدكتور جمعة السقا أن الدح أصيب بشظايا في رقبته دخل على أثرها غرفة العناية المركزة حتى أعلن استشهاده صباح أمس. وقتل فتى فلسطيني مساء أمس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية برصاص جنود اسرائيليين كانوا يردون على اطلاق نار من الجانب الفلسطيني، كما افادت مصادر متطابقة فلسطينية واسرائيلية. إلى ذلك شهدت قرية بلعين غرب رام الله، المهددة اراضيها بالجدار ظهر أمس مواجهات عنيفة عندما اعتدت قوات الاحتلال بوحشية على المشاركين في تظاهرة ضمت المئات من ابناء القرية ومحيطها وعشرات المتضامنين الاجانب والاسرائيليين الذين وجهوا رسالة تندد بالانحياز الاميركي لاسرائيل. وخرج العشرات ظهرأمس يضعون على وجوههم اقنعة تمثل الرئيس بوش وكونداليزا رايس التي تزور المنطقة، وعلى عيونهم اشرطة برتقالية تمثل المستوطنين، في رسالة مفادها ان ميل الولاياتالمتحدة الى جانب اسرائيل والمستوطنين يعميها عن حقيقة ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة يعني تصعيد الاستيطان في اراضي الضفة الغربية. وقال محمد الخطيب منسق لجنة مقاومة الجدار في اتصال مع «الرياض»، الفعالية توجه رسالة احتجاج على ما يجري حقيقة على الارض تحت غطاء الانسحاب من غزة، فهناك مشروع لاقامة مستوطنة جديدة على حساب اراضي القرية ضمن تجمع مستوطنات « موديعين عيليت»، المخطط له ان يستوعب 30 الف مستوطن اي اضعاف اضعاف الذين سيخرجون من قطاع غزة. واضاف: ان اقامة الجدار والمخططات الاستيطانية المتلاحقة تهدد بمصادرة 2300 دونم من اصل 4الاف دونم اراضي القرية، ما يعني تجريد الاهالي من معظم اراضيهم التي يعتاشون منها. وما ان وصلت التظاهرة الجهة الغربيةمن القرية حتى بادر جنود الاحتلال بالاعتداء عليها بوحشية بالهراوات واعقاب البنادق وقاموا بملاحقة المشاركين وجرهم على الارض، واعتقلوا 30 من المتضامنين الاجانب والاسرائيليين اضافة الى المواطن جواد عاصي من قرية بيت لقيا المجاورة. واثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في مختلف انحاء القرية، حيث اطلق جنود الاحتلال النار وقنابل الصوت والغاز بغزارة تجاههم، ما اوقع العديد من الاصابات في صفوفهم. وفي سياق الاعتداءات المتواصلة في غير مكان من الضفة، اصيب المسن علي محمود اسماعيل شوشة ( 75 عاما) بجراح في رأسه عندما انهال ثلاثة مستوطنين خلال توجهه الى ارضه قرب مستوطنة «بيتار» المقامة على اراضي قرية حوسان غرب بيت لحم. من جهة اخرى، اجتاحت قوة كبيرة من جيش الاحتلال فجر أمس مدينة جنين ومخيمها فيما تصدى لها رجال المقاومة في اشتباكات عنيفة جدا، ما اوقع جريحين في صفوف المواطنين وفقا لمصادر في المدينة. وشنت قوات الاحتلال خلال عدوانها هذا حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق في منازل المواطنين، في المدنية والمخيم وبلدة قباطية المجاورة، حيث اعلنت سلطات الاحتلال اعتقال ثلاثة شبان زاعمة انهم من كوادر الانتفاضة.