سقطت حكومة رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في البرلمان الذي حجب عنها الثقة. وباتت الازمة في يد رئيس الجمهورية اوسكار لويجي سكالفارو بعدما قدّم اليه برودي استقالته امس الجمعة. وامام سكالفارو خياران: اعادة تكليف برودي تشكيل حكومة تكنوقراط لتصريف الاعمال الى حين موعد الانتخابات العامة المقررة في 21 نيسان ابريل المقبل وحلّ البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة. وفي الحالتين، انعكست هذه التطورات سلباً على خطة حلف شمال الاطلسي التدخل في كوسوفو لان الحلف كان ينوي استخدام قواعده في ايطاليا، فيما توقع مراقبون في رومان امس الا تتأمن غالبية كافية في البرلمان تؤيد السماح باستخدام القواعد. وحجب 313 نائباً الثقة عن حكومة اليسار الوسط بقيادة برودي في مقابل 312 أيّدوها وكانت الحكومة جوبهت بمعارضة حلفائها الشيوعيين في البرلمان لمشروع ميزانيتها المتقشفة لسنة 1999 الذي اعدته ليتماشى مع شروط دخول البلاد الى الوحدة النقدية الاوروبية. لكن الشيوعيين اعتبروه مضراً بالطبقات الفقيرة الكادحة. وبطبيعة الحال، امتنعت المعارضة اليمينية من دعم حكومة اليسار الوسط، املاً في ان تؤدي الازمة الى انتخابات مبكرة. وفي انتظار قرار حاسم من رئيس الجمهورية الايطالي، وتوقع مراقبون في روما الا تتوفر غالبية كافية لتأييد استخدام القواعد الاطلسية نظراً الى معارضة الشيوعيين ذلك ورغبة اليمين في الضغط على الرئيس. على صعيد آخر، سعى الرئيس بيل كلينتون لدى استقباله المستشار الالماني المنتخب غيرهارد شرودر وزعيم الخضر جوتشكا فيشر المرشح لتولي حقيبة الخارجية، الى اقناع القيادة الالمانية الجديدة التي ستتولى دفة الحكم في 27 الشهر الجاري، بتأييد التدخل الاطلسي في كوسوفو. ورغم معارضة الخضر العلنية للضربات الجوية الاطلسية في كوسوفو، اكد فيشر عزم بلاده على مواصلة ضغطها على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش كما اكد أهمية العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمانيا بوصفها "حجر زاوية في السياسة الخارجية الالمانية". وبالاضافة الى المعارضة الروسية للتدخل الاطلسي في كوسوفو، اكدت الصين امس معارضتها اي عمل عسكري ورأت انه "انتهاك لميثاق الاممالمتحدة" مشددة على ان كوسوفو "قضية يوغوسلافيا داخلية". ويواصل حلف شمال الاطلسي تحضيراته العسكرية تحسباً لأي تحول قد يطرأ، في نهاية الاسبوع في بلغراد، من شأنه التأثير في منحى الاحداث المرتقبة. وتحدث مصدر ديبلوماسي في بروكسل الى "الحياة" عن وجود "مهلة قصيرة" قبل بدء عمليات تحليق الطيران في الأجواء القريبة من يوغوسلافيا "حتى يشتم ميلوشيفيتش رائحة الكبريت" فيختار بين قبول الحل السلمي أو مواجهة عواقب رفضه القرارات الدولية". وفي حال فشلت الجولة الرابعة من المفاوضات الجارية في بلغراد بين المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك والرئيس اليوغوسلافي فإن خيار التدخل العسكري سيكون الوحيد المتوفر امام الحلف. وتشارك روسيا الحلف "القلق" من اتساع الكارثة الانسانية في المنطقة. وأكد المجلس المشترك الروسي - الاطلسي في بيان أصدره في نهاية اجتماع السفراء صباح أمس في بروكسيل مساندة الجهود الديبلوماسية الجارية "من أجل تأمين حل سياسي وعاجل للأزمة وفق قراري مجلس الأمن 1160 و1199". وفي انتظار نتائج الوساطة الاميركية في بلغراد فإن الحلف يستكمل مراحل التدخل العسكري. وكان مجلس السفراء للدول الاعضاء أقر خطة الضربات الجوية المحدودة التي ستستهدف في مرحلة أولى مواقع صربية حساسة في اقليم كوسوفو أو على حدوده مع صربيا.