خصّ المستشار الالماني المنتخب غيرهارد شرودر باريس أمس الاربعاء بأول زيارة له الى الخارج. وأجرى فيها محادثات مطوّلة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، حرصا منه على تأكيد استمرارية وثبات المحور الفرنسي - الاوروبي المعتبر بمثابة المحرّك لعملية بناء الوحدة الاوروبية. وافيد ان الشؤون المالية للاتحاد الاوروبي وخطط توسع الاتحاد شرقا تصدرت جدول اعمال الزيارة التي تخللتها محادثات بين شرودر ورئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان. وصرّح شيراك عقب اللقاء الذي عقده مع شرودر وتخللته مأدبة غداء في قصر الاليزيه، بأنه أراد ان يحظى المستشار الالماني المنتخب بأقصى قدر من الود والترحيب. وأراد ان يؤكد له انه يحل في فرنسا، كما لو أنه في بلاده. وقال الرئيس الفرنسي ان "مما لا شكّ فيه أن علاقاتنا ستكون طويلة ومثمرة" وان المحادثات التي أجرياها "اتّسمت بروح الصداقة وشملت مختلف القضايا الثنائية والاوروبية والدولية". وأضاف شيراك انه وشرودر توقفا عند "مفهوم العلاقة الفرنسية - الالمانية وبناء الوحدة الاوروبية" ولمسا تطابقا تاما في وجهات النظر حول مختلف هذه المسائل". وقال شرودر في تصريح مماثل ان الدعوة التي تلقاها من شيراك لزيارة باريس قبل توليه مهام منصبه الجديد، "بادرة ظريفة" وأن باريس قريبة من قلب المانيا بكل ما للكلمة من معنى. وأضاف أنه وشيراك تناولا في محادثاتهما المشاكل المهمة كافة واتفقا على تشكيل مجموعة عمل للبحث في "الاصلاحات اللازمة على صعيد المؤسسات الاوروبية وكيفية التعامل مع الموضوع الدقيق المتمثل باستحقاقات العام الفين وكيفية انجاز مواقف مشتركة والعمل على تحويل مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، الى مؤسسة فاعلة في مجال التعاون الاقتصادي العالمي". وتابع شرودر أنه تم ايضا التطرق الى ضرورة السيطرة بشكل افضل على حركة رؤوس الأموال في العالم وتنظيم الأسواق المالية وأن العلاقات الفرنسية الالمانية يمكن ان تكون مثمرة على هذا الصعيد أيضا. ومضى يقول ان المحادثات اتسمت بالود الفائق ولكنه يرغب في معارضة شيراك في نقطة واحدة وهي "أني لست هنا في بلدي بالرغم من أني سأعود لأزور فرنسا بسرور بالغ". وفي وقت لاحق التقى شرودر رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان في قصر ماتينيون وعقد معه مؤتمرا صحافيا مشتركا. وفي الوقت نفسه، اوفد شرودر زعيم الكتلة البرلمانية لحزبه رودولف شاربنغ الى لندن للقاء رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وجاء ذلك غداة تصريحاته المتعلقة بقيام لندن بدور اكبر في الاتحاد الاوروبي علماً ان باريس تعتبر منذ فترة طويلة، الشراكة الفرنسية - الالمانية، القوة الدافعة وراء بناء اوروبا.