رفض النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية الدكتور عزمي بشارة تهديدات السلطات الاسرائيلية باتخاذ اجراءات ضده لعدم حصوله على "اذن" قبل زيارته لسورية الشهر الماضي. وأكد عزمه تكرار الزيارة اذا استدعت الحاجة ذلك. وكانت الشرطة الاسرائيلية اعلنت اول من امس انها تحقق في زيارة بشارة لسورية. وتزامن موقف بشارة مع اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس عدم استعداده لتنفيذ انسحاب كامل من هضبة الجولان. ووصف النائب عن التجمع الديموقراطي في حديث الى "الحياة" التهديدات الاسرائيلية بأنها "تخويف سياسي" لرفضه زيارة مكتب المستشار السياسي لمكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية قبل توجهه الى دمشق. وقال ان الاجراء الاسرائيلي "رسالة استفزازية للعالم العربي تعبر بوضوح عن عدم رغبة اسرائيل في السلام". واعتبر بشارة ان الحكومة الاسرائيلية ارتكبت "خطأ جسيماً" بقرارها فتح تحقيق. وأشار الى ان سورية واسرائيل في حال مفاوضات رغم حال الحرب القائمة بين الجانبين. وخضعت مساعدة النائب بشارة الى استجواب الاثنين الماضي في قسم "الاقليات" في مقر الشرطة الاسرائيلية في القدسالمحتلة في شأن الاتصالات التي اجرتها جهات في الحكومة الاسرائيلية مع مكتب بشارة قبيل سفره الى سورية تم تهديده خلالها باستخدام بنود في القانون الاسرائيلي ضده في حال رفضه الحصول على اذن من وزير الداخلية الاسرائيلية لزيارة "دولة معادية". وحسب القانون الاسرائيلي يمكن للشرطة الاسرائيلية التحقيق مع عضو في البرلمان بعد الحصول على تصريح من رئيس الكنيست. لكن تقديم هذا العضو الى المحكمة يتطلب رفع الحصانة البرلمانية عنه. وسبق ان اعلن بشارة، المعروف بمواقفه السياسية القومية القوية، نياته ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية في تحد لمنطق الديموقراطية الذي تدعي الدولة العبرية ممارسته، الأمر الذي اثار العديد من ردود الفعل العاصفة داخل اسرائيل. الوزير "العنصري" وقال بشارة انه يرفض الحصول على اذن بزيارة أي بلد عربي من قبل وزير داخلية عنصري مثل ايليا سويسا الذي يقوم بتنفيذ "ترانسفير تهجير هادئ للمقدسيين الفلسطينيين". وأضاف انه سيواصل نشاطه السياسي وسيزور سورية أو أي بلد عربي آخر وفقاً لمتطلبات الالتزامات السياسية والبرلمانية وبغض النظر عن الاذن. وقال "الحدود بيني وبين الوطن العربي لا يفرضها وزير داخلية اسرائيلي عنصري". وكان عدد من اعضاء الكنيست العرب زار العاصمة السورية قبل النائب بشارة. وأعرب بشارة عن اعتقاده بأن "التصريحات السياسية المسؤولة" التي ادلى بها في دمشق "ازعجت" الاوساط السياسية في اسرائيل. وقال ان الدولة العبرية تؤيد تواصل الفلسطينيين في اسرائيل مع العالم العربي اذا خدم هذا التواصل سياسة التطبيع من دون التوصل الى حل سياسي عادل. وأشار الى موقفه الواضح المعارض للتطبيع قبل التوصل الى حل عادل للنزاع العربي - الاسرائيلي. وأضاف بشارة: "لا أتوقع الا ان اكون مصدر ازعاج للسلطات المعنية في اسرائيل ليس فقط بسبب زيارة سورية بل في كل نشاطاتي السياسية". نتانياهو وتزامن فتح التحقيق في شأن زيارة بشارة الى سورية مع تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن فيها عدم استعداده الانسحاب من كامل هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل السلام مع سورية. وقال نتانياهو امس الثلثاء "اننا مستعدون لاجراء مفاوضات مع السوريين لاعادة أراض وليس كامل الهضبة". واعتبر نتانياهو في رده على اسئلة لطلبة اسرائيليين ان اعادة الهضبة السورية بأكملها سيعود باسرائيل الى "حدود غير آمنة". وفي المقابل أعلن نتانياهو ان اسرائيل مستعدة للخروج من الجنوب اللبناني في حال نشر القوات اللبنانية على طول الحدود وما أسماه ب "حل حزب الله".