قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" ان دمشقوواشنطن بدأتا اخيراً "حواراً هادئاً" يتعلق بإدراج اسم سورية على القائمة الاميركية للدول الداعمة ل "الارهاب" والتي تصدر في الربع الاول من كل عام. واشارت الى ان تسلّم السفير الاميركي الحالي في دمشق كريستوفر روس منصب رئيس قسم "مكافحة الارهاب" في الخارجية الاميركية بعد انتهاء مهمات منصبه في نهاية الشهر المقبل، "سيساهم في ذلك خصوصاً وان المسؤولين السوريين يثقون بالسفير روس" نتيجة عمله منذ ايلول سبتمبر 1992 في السفارة الاميركية في دمشق. وبعدما استبعدت المصادر ان يؤدي هذا "الحوار الهادئ" الى "نتائج ملموسة في وقت سريع"، قالت ان "مجرد قيام الطرفين بمناقشة هذا الموضوع مؤشر ايجابي سيسفر عن نتائج في المدى الطويل"، اذ ان كلاً من الطرفين كان في السنوات السابقة "يتمسك بموقفه. سورية لا تعترف بشرعية هذه القائمة لأنها تتناقض مع حق الشعوب في مكافحة المحتل وتطالب بعقد مؤتمر دولي لتعريف الارهاب، معتبرة اعتراف واشنطن بحق المقاومة الوطنية و"حزب الله" في مقاومة الاسرائيليين في "الشريط الحدودي" في جنوبلبنان خطوة في اتجاه شرعنة اميركية للمقاومة". واضافت المصادر انه في مقابل ذلك فإن الادارة الاميركية كانت "تشترط ان تقوم سورية بطرد قادة المنظمات الفلسطينية المعارضة من العاصمة السورية، قبل انطلاق اي حوار يتعلق بادراج اسم سورية على قائمة الارهاب"، مع انه تلحظ في التقرير السنوي ان "ليس هناك اي دليل على تورط مسؤولين سوريين بأي عمل ارهابي منذ 1986". واوضحت المصادر ان "الحوار" السوري -الاميركي بدأ في الاشهر الاخيرة وبعد موافقة الرئيس بيل كلينتون على ازالة اسم سورية ولبنان من القائمة الاميركية للدول التي تسهّل عبور المخدرات ولا تتعاون مع واشنطن في مكافحتها. وزادت ان رفع الادارة الاميركية حظر سفر الاميركيين الى لبنان كان "مقدمة اخرى" لهذا الحوار، اضافة الى جمود عملية السلام ومحاولة كلنيتون "الضغط" على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الاشهر الاخيرة "بسبب رفضه التعاون في مجال تحقيق السلام". وذكرت المصادر ان مساعد وزير الخارجية مارتن انديك "دشّن" هذه المرحلة خلال محادثاته مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع في كانون الاول ديسمبر الماضي. وقالت المصادر ان انديك "طرح موضوع تطوير العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي - التجاري"، فردّ عليه الشرع "ان وجود اسم سورية على قائمة الارهاب العقبة الاساسية امام تطوير العلاقة. وان الولاياتالمتحدة متضررة اكثر من سورية بسبب عدم وجود علاقات اقتصادية متطورة بين الطرفين، وبالتالي ان المفتاح هو في ازالة اسم سورية". يذكر ان اربع شركات اميركية لا تزال تنتظر اكثر من سنة قرار السلطات السورية في مناقصات تشارك فيها تتجاوز قيمتها 800 مليون دولار اميركي. وتتنافس شركتا "كونكو" و"شل" على تطوير مشروع لاستثمار الغاز المرافق في شرق سورية بقيمة 350 مليون دولار. وقالت المصادر الديبلوماسية ان دمشق "تستخدم هذه العقود كورقة ضغط واستفادت من ذلك عندما وقفت شركة كونوكو ضد مشروع قانون يقطع العلاقات التجارية بين الطرفين". وكان زار دمشق كل من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ آرلن سبكتر في كانون الاول ديسمبر وعضو اللجنة دانيال غراهام وثلاثة من اعضاء الكونغرس برئاسة نيك رحال في بداية الشهر الجاري، اضافة الى رئيس لجنة العلاقات الدولية بنيامين غليمان الذي التقى الاسد في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ووفد من "مركز السلام والتعاون الاقتصادي في الشرق الاوسط" برئاسة دانيال ابرامز.