اعلنت وزارة الداخلية الجزائرية امس في بيان بثه التلفزيون الجزائري ان زعيم الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية رشيد ابو تراب قتل في تموز/يوليو الماضي بايدي مقربين منه. وقال بيان وزارة الداخلية ان الشرطة الجزائرية اعتقلت على الاثر نور الدين بوضيافي الخليفة الاول لابي تراب في العاصمة الجزائرية، في تاريخ لم يحدد. لكن البيان يعيد الى بداية تشرين الثاني/نوفمبر موعد بدء العملية التي اتاحت توقيف عدة مسلحين وتفكيك شبكات تابعة لهذه الجماعة. كما قتل شعبان يونس ولقبه ليث خليفة بوضيافي بعيد تنصيبه، في الشلف، وفق المصدر نفسه، دون توضيح تاريخ او ظروف «تصفيته». وقال البيان ان الجماعة الاسلامية المسلحة باتت اليوم تضم نحو ثلاثين مسلحا «موزعين على مجموعتين» في منطقة جبلية قريبة من البليدة، على بعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة، وبين ولايتي الشلف وتسمسيلت في الغرب. وقال البيان ان قوات الامن ضبطت خلال عمليتها اكثر من 250 قطعة سلاح من مختلف الانواع في المتيجة جنوب العاصمة وفي الشلف. وكان ابو تراب قد خلف عنتر الزوابري على رأس الجماعة، بعد ان قتل الجيش الجزائري الاخير في مدينة بوفاريك (35 كلم جنوب العاصمة) في الثامن من شباط/فبراير 2002. وتعهد ابو تراب حينها بمواصلة خط سلفه الذي تميز بتنفيذ مذابح ضد المدنيين ورفض «الحوار والهدنة والمصالحة» مع السلطات. وادى هذا الموقف المتطرف الى حدوث انقسامات داخل الجماعة وخصوصا الى تشكيل الجماعية السلفية للدعوة والقتال بزعامة حسن حطاب المساعد السابق لابي تراب. ويعتقد ان حسن حطاب قتل وخلفه نبيل صحراوي الذي قتل مع اربعة من جماعته برصاص الجيش في نهاية حزيران/يونيو في المنطقة الجبلية القريبة من بجاية في منطقة القبائل الصغرى. وتولى ابو مصعب عبد الودود زعامة الجماعة السلفية بعد الصحراوي. وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2004، سلمت ليبيا الى الجزائر الرجل الثاني في الجماعة السلفية، عمار الصايفي المعروف باسم عبد الرزاق البارا. وكان متمردون تشاديون من حركة الديموقراطية والعدل سلموه الى السلطات الليبية. وتتراجع اعمال العنف المنسوبة الى المسلحين بشكل واضح منذ صيف 2003 في الجزائر. ومعظم الاعتداءات الاخيرة نسبت الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، اما الجماعة الاسلامية المسلحة، وهي الاكثر تطرفا بين الجماعات الاسلامية، فقد منيت بخسائر كبيرة واضعفتها الانشقاقات الداخلية. واعلنت الشرطة الجزائرية مؤخرا انه لم يعد في الجزائر سوى ما بين 300 و500 مسلح ناشط على اكثر تقدير.