تصل الاستعدادات الإسرائيلية لعملية «بذور الصيف» المتعلقة بمواجهة إسرائيل تبعات التصويت المتوقع خلال أسبوعين في الأممالمتحدة على مشروع قرار إعلان دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967، ذروتها نهاية الأسبوع مع تعزيز قوات جيش الاحتلال في أنحاء الضفة الغربية بقوات أخرى من جبهات أخرى تعادل خُمس القوات القابعة في شكل ثابت في الأراضي المحتلة والتي تم تدريبها لمساعدة قوات الاحتلال في مواجهة سيناريوات مختلفة رسمتها إسرائيل ل «اليوم التالي» لإعلان الدولة. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بأنه سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، داعياً الى استئناف المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين، وقال: «قررت نقل هذه الرسالة الى الجمعية العامة عندما أتحدث هناك الأسبوع المقبل». وأوضح مساعد لنتانياهو أن جهوداً جارية لترتيب اجتماعات مع الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. ونقل عن نتانياهو قوله إن الجمعية العامة «ليست منتدى داعماً في شكل خاص بالنسبة الى إسرائيل. إنها ليست المنتدى الذي نحوز فيه على التصفيق. لكن أعتقد أنه في هذا المنتدى أيضا من المهم أن يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي ويعرض الأمور كما هي». من جهتها، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن نتانياهو تحذيره، في أحاديث مغلقة، الفلسطينيين من «عواقب» الاعتراف بدولة مستقلة لهم، قائلاً إن هذا الاعتراف سيعرقل حل الصراع معهم 60 عاماً. ونقلت عن أوساطه القريبة قولها إن دول العالم «لا تفقه» معنى دعمها الاعتراف بفلسطين: «لقد جن جنونها (هذه الدول)، هذا الاعتراف سيبعد السلام ويؤذي الشعب الفلسطيني». وأضافت أن الجهود الأوروبية – الأميركية للتوصل إلى حل وسط في شأن توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة واجهت رفض إسرائيل لأي شرط لاستئناف المفاوضات». وحذر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون امس من ان تقديم الفلسطينيين طلب عضوية دولتهم الى الأممالمتحدة سيؤدي الى الغاء كل الاتفاقات المبرمة بين الجانبين. وصرح للاذاعة العامة: «اذا اتخذ الفلسطينيون قراراً أحادياً كهذا فسيؤدي الى الغاء كل الاتفاقات، وسيعفي اسرائيل من كل التزاماتها وسيتحمل الفلسطينيون المسؤولية الكاملة». كما كرر رفض استئناف المفاوضات على اساس حدود 1967، وقال ان «مسألة الحدود لا يمكن ان تطرح بداية المفاوضات، انما في نهايتها عندما نعرف الترتيبات الامنية ومصير القدس والكتل الاستيطانية». عملية «بذور الصيف» وفي تفاصيل عملية «بذور الصيف»، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن الجيش الإسرائيلي أنهى الأسبوع الجاري استعداداته لمواجهة تصعيد متوقع في المناطق المحتلة، وأن «المنطقة الوسطى» في الجيش الإسرائيلي المكلّفة تسيير شؤون الاحتلال في الضفة ستتلقى اليوم تعزيزاً من فرق ووحدات عسكرية أخرى يشكل عددها خُمس القوات النظامية المنتشرة في الضفة، وذلك في إطار العملية التي أعلنها الجيش لمواجهة «أعمال عنف شديدة في أنحاء الضفة قد تشمل أعمالاً ضد المستوطنات المقامة في قلب الضفة». وتابعت أنه في حال وقوع تصعيد شامل، فإن الجيش جاهز لمضاعفة قواته في الأراضي المحتلة من خلال الاستغاثة بقوات نظامية تخضع الآن للتدريبات، وربما استدعاء استثنائي لبعض قوات الاحتياط وإن اقتضت الضرورة استدعاء فرق من الضباط. وأفادت الصحيفة أن إسرائيل وافقت أخيراً على طلب السلطة الفلسطينية تزويد أجهزتها الأمنية وسائل لتفريق التظاهرات استعداداً لمواجهة تظاهرات شعبية بعد الاعتراف بالدولة. وأضافت أن السلطة توجهت لعدد من المصانع في إسرائيل المختصة في إنتاج وبيع عتاد لتفريق متظاهرين وانتظرت تصديق المستوى السياسي في إسرائيل على طلبها. وتابعت أن رؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية ألحوا على نظرائهم الإسرائيليين تزويدهم العتاد اللازم، مؤكدين لهم أنهم سيقومون بما يلزم لمنع أي احتكاك بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي أو المستوطنات. وتابعت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي أوصى المستوى السياسي بالتجاوب مع طلب الفلسطينيين لتمكين أجهزتهم الأمنية من مواجهة تصعيد في التظاهرات، وتحديداً الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط. وزادت أن المستوى السياسي صادق أخيراً على طلب السلطة التي كثّفت اتصالاتها مع المصانع الإسرائيلية لتزويدها سريعاً بالعتاد. إلى ذلك، يشارك الوزير يغآل إردان والنائب من «ليكود» داني دانون في «التظاهرة المليونية» في نيويورك التي ستنظم لإعلان الدعم لإسرائيل. وقال المبادر لهذه التظاهرة رئيس «معهد القدس للعدالة» كليف مايرس إن «مليون شخص من دول مختلفة سيوقظون العالم وينقلون له رسالة بالغة الوضوح».