استقبل الرئيس السوري بشار الاسد السبت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي يحمل له مبادرة تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف فيما اعلن ناشطون حقوقيون مقتل سبعة اشخاص خلال عمليات أمنية في البلاد. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «5 مواطنين قتلوا خلال عمليات عسكرية وأمنية جرت لملاحقة مطلوبين في حي البساتين غرب حي بابا عمرو في حمص (وسط) كما قتل شاب في قرية خان السبل جنوب سراقب الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) خلال اطلاق رصاص من عناصر حاجز أمني». من جهتها، اشارت لجان التنسيق المحلية الى «ان سيدة قتلت فجر السبت في اطلاق نار جنوب سراقب» مشيرة الى «حشود عسكرية تتمركز على اطراف المدينة». وبالتزامن مع ذلك استقبل الرئيس السوري السبت امين عام جامعة الدول العربية كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بدون اي تفاصيل حول فحوى المحادثات المقررة أو برنامج الزيارة. ويزور العربي سوريا حاملا معه «رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية» حسبما افاد العربي الثلاثاء للصحافيين قبل ان يتم تأجيل زيارة كانت مقررة له لدمشق الاربعاء من قبل السلطات السورية. وطلبت سوريا مساء الثلاثاء من العربي تأجيل زيارته التي كانت مقررة الاربعاء والتي كان انتظر اسبوعا للحصول على الموافقة عليها موضحة ان التأجيل جاء «لاسباب موضوعية ابلغ بها وسوف يتم تحديد موعد لاحق للزيارة». وتتضمن المبادرة التي من المقرر ان يعرضها العربي على الرئيس السوري 13 بندا ينص بندها الرابع تأكيد الاسد «التزامه بالانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس». كما تدعو «إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية حقنا لدماء السوريين وتفاديا لسقوط المزيد من الضحايا وتجنيب سورية الانزلاق نحو فتنة طائفية أو إعطاء مبررات للتدخل الأجنبي». وتقترح كذلك ان «يتم فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية». وهذه هي الزيارة الثانية للعربي منذ اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري ومنذ تسلمه مهامه في 3 يوليو خلفا للامين العام السابق للجامعة عمر موسى . وكان العربي اكد في تصريح صحافي بعد لقائه الاسد خلال زيارته الاولى في 13يوليو ان «الجامعة العربية ترفض اي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ولا يحق لاحد سحب الشرعية من زعيم لأن الشعب هو الذي يقرر ذلك»، وذلك بعد تصريحات واشنطن بان الرئيس السوري «فقد شرعيته». واشار العربي من جهة اخرى الى «اهمية الاستقرار في سوريا الضروري للاستقرار في البلدان العربية الاخرى». الا انه عاد ودعا السلطات السورية في 7 اغسطس الى «الوقف الفوري» للعنف، وذلك في اول بيان رسمي صدر عن الجامعة حول قمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا. وتأتي زيارة العربي غداة مقتل ثمانية مدنيين في مناطق سورية مختلفة الجمعة فيما خرجت تظاهرات في عدة مدن سورية للمطالبة بالحماية الدولية لمواجهة آلة قمع النظام السوري. وللمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس ضد النظام السوري طالب الناشطون ب «حماية دولية» ودعوا الى «دخول مراقبين دوليين». وقالوا على صفحتهم «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين». وسبق ان كرر الناشطون رفضهم اي تدخل عسكري خارجي في سوريا لحماية المدنيين على ما حصل في ليبيا، منددين في آن «بالصمت» الدولي حيال القمع الدامي لتحركهم منذ حوالى ستة اشهر. وميدانيا، تابعت القوت الامنية معززة بقوات عسكرية عملياتها الامنية حيث «نفذت قوات امنية وعسكرية صباح(السبت) حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية»، بحسب المرصد. للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس ضد النظام السوري طالب الناشطون ب»حماية دولية» ودعوا الى «دخول مراقبين دوليين». واشار المرصد الى ان اجهزة الامن «قامت باعتقال 9 اشخاص خلال الحملة» لافتا الى ان الحملة «ترافقت مع تحطيم اثاث بعض المنازل». واضاف ان «السلطات السورية سلمت السبت ذوي شهيدين شقيقين من قرية الرامي (شمال غرب) جثامينهما احدهما عسكري منشق اعتقلتهما اجهزة الامن يوم الخميس خلال مداهمة قرية ابلين مسقط رأس المقدم حسين هرموش» احد ابرز الضباط المنشقين احتجاجا على اعمال القمع. واسفرت العملية حينها عن مقتل ثلاثة جنود منشقين واعتقال اخرين، بحسب ناشطين حقوقيين. وكان المرصد افاد الجمعه ان قوات الامن «قامت بتسليم جثة محمد هرموش الشقيق السبعيني للمقدم هرموش الى عائلته اثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله» اثر العملية ذاتها. وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس 2200 قتيل وفق تقارير للامم المتحدة. كما عقد حوالى اربعين معارضا سوريا مقيمين في المنفى اجتماعا السبت في فيينا لتنظيم دعمهم للمعارضة في سوريا. وضم المؤتمر ممثلين عن المعارضة السورية في 13 دولة من اسبانيا الى روسيا مرورا بالمانيا وسويسرا وحتى اليونان. واعلن المشاركون لوكالة الانباء النمساوية انهم يرغبون في ان «ينأوا بانفسهم عن نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد وان يدعموا الثورة في البلاد عبر كل الوسائل الممكنة». ويعتزمون ايضا التوجه الى السفارة السورية في فيينا ومطالبتها بان تنأى بنفسها عن النظام السوري بحسب ما قال عامر الخطيب احد ممثلي السوريين المقيمين في النمسا. واعلنوا عن رغبتهم في اقامة «اتحاد للسوريين في الخارج» من اجل دعم المعارضة في البلاد وكذلك المعارضين الذين فروا من سوريا. وكان عدد القتلى اقل من ايام الجمع العديدة السابقة.