قررت محكمة مصرية أمس إحالة أوراق 12 متهماً على مفتي البلاد لاستطلاع رأيه في شأن إعدامهم، وحددت جلسة 6 آب (أغسطس) المقبل للنطق بالحكم، بعدما دانتهم بقتل لواء في الشرطة خلال اقتحام معقل لمسلحين موالين للرئيس المعزول محمد مرسي في مدينة كرداسة في الجيزة في أيلول (سبتمبر) الماضي، فيما هاجم نائب مرشد «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر أمس الحُكم الجديد علناً للمرة الأولى منذ خضوعه لمحاكمات عدة بعد قرار بالتحفظ على متاجر «زاد» للمواد الغذائية المملوكة له. وقررت محكمة جنايات الجيزة التي عُقدت أمس في معهد أمناء الشرطة إحالة أوراق 12 متهماً على المفتي تمهيداً للحكم بإعدامهم، في قضية اتهامهم بقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج عمداً في منطقة كرداسة أثناء اقتحام قوات الأمن لمعاقل مُسلحين، واتهامهم بتكوين «تنظيم تكفيري إرهابي لقتل رجال الشرطة والجيش». وحددت المحكمة جلسة 6 آب المقبل للنطق بالحكم بحق المتهمين جميعا، وعددهم 33 متهماً. ويعد تقرير مفتي الجمهورية في شأن المتهمين استشارياً وغير ملزم للمحكمة بمقتضى القانون، فلو رفض المفتي توقيع عقوبة الإعدام بحق أي متهم، يحق للمحكمة أن تصدر حكمها بالإعدام رغم التقرير. وفي حال صدور حكم بالإعدام يحق للمتهمين نقضه أمام دائرة أخرى. وكانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين خلال الفترة من 14 آب وحتى 5 تشرين الأول (أكتوبر) الماضيين ارتكاب جرائم «الإرهاب وتمويله وإنشاء وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون الغرض منها منع مؤسسات وسلطات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام، واستخدام الإرهاب في تنفيذ تلك الأغراض، وقتل اللواء نبيل فراج مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل ضباط وأفراد الشرطة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات والمتفجرات وصنعها، ومقاومة السلطات، وحيازة أجهزة الاتصالات من دون تصريح من الجهات المختصة لاستخدامها في المساس بالأمن القومي للبلاد». وكان مسلحون اقتحموا قسم شرطة كرداسة وأحرقوه فور اقتحام قوات الشرطة اعتصام آلاف من أنصار مرسي، وسيطروا على المدينة أسابيع عدة، حتى اقتحمتها قوات الشرطة في 19 أيلول الماضي. وقتل مسلحون اللواء فراج، وجرحوا 9 من ضباط وأفراد الشرطة. إلى ذلك، تحدث نائب مرشد «الإخوان» خيرت الشاطر للمرة الأولى منذ توقيفه عقب عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي، أثناء مثوله أمام المحكمة في معهد أمناء الشرطة أمس في اتهامه بالتحريض على العنف في قضية الاشتباكات التي اندلعت أمام مكتب الإرشاد إبان تظاهرات 30 حزيران (يونيو) الماضي التي يُحاكم فيها أيضا مرشد «الإخوان» محمد بديع و15 من قيادات الجماعة. وكان الشاطر الذي يُحاكم في قضايا عدة آثر الصمت وعدم التعليق على الأحداث الجارية، لكنه قال أمس بعد قرار المحكمة بإرجاء القضية إلى جلسة 23 حزيران الجاري: «مكملين حتى نطهر البلد. سنسقطهم ولن نتصالح. موعدنا في التحرير يوم عودة الرئيس الشرعي محمد مرسي». وهتف: «يسقط يسقط حكم العسكر». وعلق على قرار لجنة التصرف في أموال «الإخوان» بالتحفظ على متاجر «زاد» التي يمتلكها، قائلا: «من يغتصب حكم مصر يسهل عليه اغتصاب المحلات». من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات الإسماعيلية أمس التنحي عن محاكمة 11 متهماً صدرت ضدهم أحكام غيابية في قضية «مجزرة بورسعيد» التي راح ضحيتها 72 قتيلاً في اشتباكات بين مشجعي ناديي الأهلي والمصري لكرة القدم في شباط (فبراير) 2012. وراوحت الأحكام الغيابية ضد المتهمين ما بين المؤبد والإعدام. وعزت المحكمة قرارها بالتنحي إلى «استشعارها الحرج». وتم إرجاء القضية إلى 10 آب المقبل. ومن المقرر إرسال أوراق القضية إلى محكمة الاستئناف لتحديد دائرة أخرى لنظرها. وكانت محكمة جنايات بورسعيد قضت في كانون الثاني (يناير) 2013 بمعاقبة 21 متهماً معظمهم من أبناء مدينة بورسعيد بالإعدام، فيما قضت بمعاقبة خمسة متهمين بالسجن المؤبد. وأعقب صدور الحكم أحداث عنف استمرت أياماً في مدينة بورسعيد، حاصر خلالها آلاف المواطنين سجن بورسعيد العمومي، وقُتل ما لا يقل عن 40 شخصاً من الغاضبين. وكانت محكمة النقض قضت في شباط (فبراير) الماضي بقبول الطعون المقدمة من النيابة العامة ومن غالبية المتهمين على الأحكام وقررت إعادة المحاكمات. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات الجيزة أمس إرجاء محاكمة 7 متهمين ب «الإرهاب» إلى جلسة الأربعاء المقبل، في قضية اتهامهم ب «تشكيل خلية إرهابية وإطلاق النيران على أفراد قوة تأمين كنيسة العذراء في ضاحية السادس من أكتوبر وقتل شرطي، وتخطيطهم لاستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة والأقباط واستحلال أموالهم». وجاء قرار الإرجاء لبدء الاستماع إلى أقوال شهود الإثبات ومناقشتهم، وتنفيذ طلبات هيئة الدفاع عن المتهمين.