أخيراً وبعد منافسات حامية وإثارة وندية انقضى الموسم الرياضي السعودي يوم الجمعة الماضي، وطارت الطيور بأرزاقها، وذهبت الكؤوس الذهبية والبطولات والإنجازات لمن يستحقها، ونال زعيم الأندية السعودية والآسيوية نصيب الأسد من الألقاب المحلية بعد حصوله على بطولتين غاليتين هما كأس ولي العهد ودوري زين للمحترفين في نسخته الجديدة، وحصد فريق الاتحاد كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وحقق فريق الشباب كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله، وغاب فريقا النصر والأهلي عن منصات التتويج وملامسة الذهب المحلي على رغم الإعداد الجيد وسلسلة التعاقدات الكبيرة للمحترفين الأجانب واللاعبين السعوديين في بداية الموسم الكروي وفي فترة الانتقالات الشتوية. ونجح فريق الهلال في مواصلة رحلته المظفرة مع عالم البطولات والإنجازات، واستحق أن يكون أفضل فريق في الموسم الرياضي من دون منازع، عطفاً على المتعة الكروية التي قدمها، والانتصارات القوية التي حققها، واللقبين الغاليين اللذين حصدهما، إذ أبدع مع مدربه البلجيكي الداهية إيريك غيريتس كثيراً على رغم فقده بطولتين مهمتين لعب على مباراتيهما النهائيتين أمام الشباب في كأس فيصل، وأمام الاتحاد في كأس دوري خادم الحرمين، إذ حقق كأس ولي العهد السعودي بعد تغلبه على الأهلي في النهائي بهدفين في مقابل هدف، وطار بلقب دوري زين للمحترفين قبل نهاية منافساته بثلاث جولات وهو الدوري الكروي الأقوى في الوطن العربي. وكتب فريق الاتحاد اسمه بمداد من ذهب في سجل البطولات المحلية مجدداً بعد حصوله على لقب بطل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وهي أغلى البطولات في الملاعب السعودية، وذلك بعد تجاوزه منعطف الهلال في كرنفال النهائي المثير بالركلات الترجيحية 5- 4 ليحسم اللقب الغالي لمصلحته رسمياً بعدما قدم أداءً كروياً رائعاً، وسيطر على مجريات النزال، وكان الأقرب لتحقيق الانتصار في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء عندما تحصل قائد الفريق محمد نور على ركلة جزاء نفّذها بنفسه وتصدّى لها ببراعة حارس الهلال حسن العتيبي، لتمتد المباراة إلى الأشواط الإضافية وتصل أخيراً إلى الركلات الترجيحية التي أنصفت العميد ومنحته كأس البطولة التي عاندته كثيراً واستعصت عليه في العامين الماضيين أمام الشباب في الرياض. ونال فريق الشباب قسمته من كعكة البطولات السعودية بعد حصوله على كأس الأمير فيصل بن فهد في أعقاب تغلبه على فريق الهلال بهدفين في مقابل هدف، وجاءت الأهداف الثلاثة في الشوط الثاني من كرنفال الختام، ليحقق شيخ الأندية السعودية بطولة واحدة من بطولات الموسم الكروي، وينجح في التغلب على ظروفه الصعبة التي واجهها طوال الموسم الرياضي المتمثلة في كثرة الإصابات التي دهمت لاعبي الفريق بشكل غريب. وهكذا تقاسم فريقان من العاصمة الرياض «الهلال والشباب» وفريق من جدة «الاتحاد» حصيلة الألقاب السعودية الذهبية، وسط غياب من أندية شهيرة أخرى لها شأن كبير في الكرة السعودية هي النصر والأهلي والاتفاق التي لم توفق في الوصول إلى مراكز المقدمة والمنافسة على البطولات والإنجازات المحلية وإسعاد جماهيرها الوفية التي لم تذق طعم الفرحة الحقيقية في الموسم الرياضي الماضي.