كشفت مديرة القسم المساند في جمرك مطار الملك فهد الدولي منسقة الدورات النسائية لمصلحة الجمارك السعودية فاطمة شعبان، أن موظفات الجمارك يتعرضن أثناء تأديتهن لعملهن إلى «ممارسات وحشية» «و شكاوى كيدية من المهربات». لكنها أكدت أن «الجمركيات» يؤدين عملهن بقدر كبير من الشجاعة النفسية والأدبية وضبط النفس والتحلي بالأخلاق الحسنة، على رغم ما يواجهنه من ضغوط ومتاعب في الميدان. ووصفت شعبان الأعمال والمهام التي تقوم بها منسوبات الجمارك في المنافذ الجمركية ب«الصعبة»، منوهة إلى أنهن يتعاملن مع جميع الشخصيات والمستويات والطبقات والثقافات والعادات. وشددت على أن مصلحة الجمارك تعمل من خلال منسوباتها على محاربة ومكافحة دخول المهربات من ممنوعات ومقيدات بالطرق والوسائل كافة وبكل طاقاتهم وإمكاناتهم وبيقظة واستعداد تام لسد السبل أمام المهربين وكشف كل وسائلهم. وأوضحت أن غالبية الضبطيات النسائية تنحصر في السحر والشعوذة والطلاسم وكتب السحر والمواد المخدرة والمسكرات. وقالت شعبان في حديث إلى «الحياة»: «تتعرض منسوبات الجمارك اللواتي يعملن في المنافذ إلى العنف الجسدي واللفظي كالخنق والعضّ والضرب والشتم، إضافة إلى شكاوى كيدية من المهربات أثناء تأدية مهامهن». في حين تؤكد المفتشة فاطمة عبدالعزيز أن المخدرات تعد أكثر الممنوعات التي يتم ضبطها، تليها الأفلام والصور الخليعة، ومن ثم أدوات السحر. وأشارت إلى أنهن يسعين للتعرف على طرق المهربات لاستخدامهن الخدع والحيل والابتكار في التهريب، لذا تطالب بأن يكون الموظف الجمركي أو الموظفة الجمركية ذا خبرة وفطنة حتى يتعرفا على أساليب المهربين والمهربات. من جانبها، أشارت المفتشة مرزوقة السمكري إلى أنهن يعتمدن على الملاحظة وسرعة البديهة وتحليل السلوك، ومعرفة الطرق ووسائل التهريب القديمة والحديثة، وإذا رفضت المرأة المشتبه بها، قالت السمكري: «تتعامل المفتشة الجمركية بكل صبر ولياقة، بحيث يتم التوضيح لها بأن التفتيش إجراء روتيني لا بد منه، كما نقوم بتفتيش بعض الراكبات أمام المرأة التي تمانع حتى تتضح لها الصورة». وذكرت المفتشة حواء أحمد أن الجمركيات يخضعن للتأهيل، مشيدة بالمعارض التي تقام من إدارة الوسائل الرقابية، إذ تعرض عينات للمضبوطات من المخدرات ونحوها. ولفتت إلى وجود صور توضح طرق التهريب، سواء عن طريق الأحشاء أم الملابس أم الأحذية أم المفارش والفصوص والخرز والمصاحف والسبح وأعواد الأراك وغيرها. وأفادت بأن عمل مفتشة التحري والضبط يتمثل بالتفتيش الشخصي، ومرافقة المشتبه بها، وفي حال الاشتباه بوجود مخدرات في الأحشاء أو المناطق الداخلية في الجسم يتم اصطحابها إلى المستوصف الخاص بالمطار لعمل التحاليل والأشعة اللازمة، وتطرقت إلى قيام بعض المهربات ببلع المواد المهربة أو الحشو في الأماكن الحساسة، لكن المفتشة تقوم بمراقبتها إلى أن تتم عملية إنزال الممنوعات بالكامل. وأضافت: «نضطر إلى الانتظار ومرافقة المشتبه بها أياماً عدة، إلى أن تتم عملية الإنزال والتأكد من سلامتها وخلوها من المخدرات، ومن ثم تسليمها لجهات الاختصاص».