شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على الحوار، لافتاً الى أنه «لا يجوز لأي منا ان يستعمل لغة التهديد والوعيد وسيلة لاقناع الآخرين، ولن نكون عاجزين اذا اعتمدنا الحوار سبيلاً لحل مشاكلنا وقضايانا». وقال قباني في كلمة من مسجد شبعا أمس في جنوب لبنان: «نريد العدالة لرئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري ونريد العدالة لجميع الشهداء ولكل لبنان ونريد العدالة لكل اللبنانيين لأن العدالة تستجلب الامن ونريد الاستقرار لأنه يعزز الامن والامان الاقتصادي والاجتماعي»، لافتاً الى ان «العدالة مطلوبة والاستقرار مطلوب وواجبنا ان نحقق العدالة والاستقرار لا ان نخسر الاثنين معاً». وشدد على انه «يبقى على الحكومة اللبنانية التي التزمت بالمحكمة الدولية ان تقوم بواجباتها في تمويل عمل المحكمة، لأن لبنان هو اولى الدول في الإيفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي». وبدأ قباني جولته في حاصبيا والعرقوب في جنوب لبنان عند التاسعة والربع من صباح أمس، حيث وصل الى ثكنة مرجعيون بواسطة مروحية تابعة للجيش اللبناني وكان في استقباله مفتي مرجعيون وحاصبيا القاضي حسن دللي الذي اقام له لاحقاً مأدبة غداء على شرفه. وأقيم له استقبال في باحة مرجعيون شارك فيه النائب قاسم هاشم وفاعليات. ونظم مشايخ البياضة استقبالاً لقباني في بلدة الفرديس، في حضور فاعليات البلدة والقرى المحيطة عرضت عليه مطالب المنطقة من تصريف موسم الزيتون وقيام فرع للجامعة اللبنانية. ورد المفتي قباني بكلمة مخاطباً مشايخ طائفة الدروز الموحدين وكلمتهم الطيبة، وطالب بفتح مستشفى شبعا. وفي بلدة الهبارية، دعا الشيخ عبدالحكيم عطوي كل الجهات المعنية في الدولة الى «دعم صمود أبناء قرى العرقوب التي لا تزال على خط التماس مع العدو الصهيوني». ووعد قباني بالسعي لتحقيق مطالب بلدة الهبارية «المقاومة الحاملة الهموم الكبيرة حيث ما زلتم في مواجهة العدو الإسرائيلي ومجابهته». وفي بلدتي كفرحمام وكفرشوبا، شدد الخطباء على «ضرورة دعم ابناء قرى الصمود، والذين ما زالوا عرضة للاعتداءات الإسرائيلية»، وطالبوا ب «العمل على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر». وفي بلدة شبعا، شدد قباني على ان «العدالة حق للبنانيين والاستقرار واجب على الدولة ان توفره وتمنع الاخلال به»، وزاد: «لن نفقد الامل بتلاقي الارادات الطيبة في هذا الوطن لبنان وكلنا يعلم ان ما من فريق يستطيع او يدعي انه يمكنه ان يفرض ارادته على الآخر». وقال: «لم يكن الخوف ولن يكون يوماً وسيلة اقناع او تواصل او حوار». ورأى ان «بناء الدولة لا يكون إلا باجتماع ارادة اللبنانيين وتعاونهم والفرقة تؤذينا وتلغينا وتدمرنا وتسقط كل قضايانا العادلة». وأكد ان «تطبيق اتفاق الطائف هو الضمانة الوحيدة لوحدة اللبنانيين وقيام الدولة». ورأى ان «لبنان لا يعيش ولا يقوى بانتصار فريق على الآخر»، مشدداً على انه «معاً ننتصر وينتصر لبنان ومعاً ننهزم وينهزم لبنان». ولفت قباني الى ان «قضية تحرير ارضنا في لبنان وفلسطين تسقط اذا لم نتوحد، فهل نبقى على فرقتنا ونقدم لبنان لقمة سائغة لعدو يتربص بنا كل الشرور صباحاً ومساء ويعد العدّة لينقضّ علينا ونحن غارقون في خلافتنا وانقساماتنا؟». واعتبر ان «الفرصة لا تزال سانحة لنحافظ على وحدتنا وعيشنا المشترك ولنتشارك في صنع مستقبل اجيالنا ويبقى جيشنا الوطني هو المؤسسة الضامنة لوحدة وطننا لبنان وإذا تمزق الجيش فلا لبنان ابداً». ولفت الى انه «ينبغي ان نلتف حول قيادة الجيش وحول الرئاسة وحول مؤسساتنا الدستورية وألا نتجاوزها لتبقى للجيش قدرته على انقاذ البلاد من الاخطار الدائمة، خصوصاً ان منطقتنا العربية تمر بمنعطفات تاريخية وليس امامنا إلا ان نتعاون لتحصين وحدتنا الداخلية واذا لم نتوحد فإن الاعظم آت». «لا حرب على المفتي» وفي المواقف، أكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية جمال الجراح «أن لا حرب على مفتي الجمهورية»، مشيراً إلى أن ما كتبته احدى الصحف عن هذه الحرب «لا يعكس العلاقة مع المفتي الذي نعتبره مرجعية حاضنة لكل القوى السياسية وحاضنة لمسلّمات الشعب اللبناني، إذ عبر سماحة المفتي في أكثر من موقع حول حمايته للمسلّمات الوطنية وعلى رأسها المحكمة والعدالة، إلا أننا رأينا أفعالاً خارج هذا السياق، منها استقبال السفير السوري (علي عبدالكريم علي) نهار مجزرة حماة، فهذا ليس تعبيراً منسجماً مع دار الفتوى وهذه الزيارة أتت خارج السياق وخارج المألوف، إذ كان يجب على دار الفتوى أن يكون صوتها واضحاً وصريحاً تجاه المجازر التي ارتكبت في حماة». وأضاف: «استقبال وفد «حزب الله» يوم صدور القرار الاتهامي أتى أيضاً خارج سياق توجه دار الفتوى»، لافتاً إلى أن «دار الفتوى هي مؤسسة روحية تعنى بالشأن العام وليست مؤسسة دولة تابعة لنظام سياسي معين ولن تكون ولا نريد أن تكون، فهذه دار لجميع اللبنانيين لكن في المنحى السياسي عبرنا عن عدم رضانا عما صدر عن دار الفتوى في هذا الموضوع بالذات»، داعياً «المفتي كمرجعية وطنية لمطالبة «حزب الله» بتسليم المتهمين»، ورأى أن «مهام دار الفتوى أن تضع المسلّمات الوطنية العريضة في اطارها الصحيح». وأوضح عضو الكتلة ذاتها خالد زهرمان، ان «غياب نواب الكتلة عن أداء صلاة العيد لم يكن أمراً مبرمجاً، بل كان تلقائياً». وأكد انه «لا يوجد فرط عقد بين تيار المستقبل وبين مفتي الجمهورية، ربما هناك سوء تفاهم في بعض المواقف». ووصف العلاقة مع المفتي قباني ب «الجيدة»، وقال: «في الايام المقبلة ستزول بعض الالتباسات في المواقف، فالمفتي كانت له مواقف واضحة في الفترة السابقة الى جانب قوى 14 آذار وتيار المستقبل».