سجلت كلمات الرئيس الليبي المطارد معمر القذافي، حضوراً لافتاً في مجالس المعايدة السعودية ورسائل التهنئة، فخطاباته المتعددة، التي ألقاها من مواقع عدة، ومن أبرزها منزله في العزيزية في طرابلس، كانت الأكثر رواجاً بين المواطنين، الذين أصر بعضهم على مواصلة زيارتهم للبعض في كل «زنقة زنقة ، ودار دار»، كما رددها محمد الشمري ضاحكاً!. ولم تكن كلمات القذافي وحدها الحاضرة لدى الكبار، وتجاوزت ذلك وصولاً للأطفال الذين طلب بعضهم «توك توك» القذافي الذي ظهر فيه، ليؤكد للعالم تواجده في طرابلس، وعدم هروبه إلى فنزويلا، كعيدية لهم. ويقول فهد الخشرمي: «تفاجأت عندما قدمت العيدية لأطفالي، بتخطيطهم لجمع العيديات وشراء عربة صغيرة كالتي ظهر فيها القذافي أثناء ثورة ليبيا، وسيطر عليها الثوار بعد وصولهم إلى باب العزيزية في طرابلس». وأضاف والدهشة ترتسم على وجهه «سألني أكبر أبنائي، وعمره 14 عاماً، عن مكان بيع هذا النوع من المركبات، ليتمكن وأخوته من استخدامها»، مضيفاً أنه حاول إقناعهم بأن شراء هذه العربة غير ممكن، وأنه بإمكانهم أن يركبوها في شاطئ نصف القمر في المواقع التي تقوم بتأجير الدراجات النارية و«التوك توك»، ولكنها لن تكون لرئيس هارب. ولم تخل أحاديث المجالس والمنازل السعودية، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، من الطرفة، فبعد ظهور أنباء عن شكوك في رؤية هلال العيد، تبادل المواطنون رسائل ضاحكة للعيد، وأثارت الأنباء إلى تقسيم المهنئين بالعيد إلى «زحلاويين، وأرضيين» كما يشير إبراهيم الدوسري في إحدى الرسائل التي وصلته، وأضاف «تفاجأت برسالة أحد الأصدقاء، التي تسألني إن كنت من كوكب زحل أو من الأرض، لتهنئتي بالعيد»، وقال :«العيد للكوكبيين». ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من إطلاق النكات في «فيسبوك» و«تويتر» وقام أحد مستخدمي الموقع الأخير بعمل رسم «هاش تاق» لزحل الذي شهد تفاعلاً وتعليقاً من كافة مستخدمي الموقع بين ساخر، ومعلق، ومطالب بإيجاد آلية أكثر وضوحاً، وتوظيف المراصد التي تُصرف عليها مبالغ طائلة لاستخدامها. ويؤكد سالم الحديثي أن الشعب السعودي أصبح قادراً على تطويع أي حدث، ليحوله إلى طرفة سريعة، تحمل روح المرح والإبداع في الوقت نفسه، ولعلها فرصة مناسبة، لأن يقوم الباحثون السعوديون بتسجيل هذه الطرف وحفظها للتاريخ، وأيضا مشاركة إخوانهم في ليبيا في البحث عن «ملك ملوك أفريقيا». «هاش تاق» زحل على «تويتر».