أعلنت الرئاسة السورية أمس أن المبعوث الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أكد للرئيس بشار الأسد «دعم موسكو نهج الإصلاحات التي تقوم بها سورية في المجالين السياسي والاقتصادي»، فيما قُتل 7 أشخاص، بينهم طفل، برصاص الأمن، واشتبك الجيش مع عشرات الجنود المنشقين في مناطق عدة. ونقل بوغدانوف إلى الأسد أمس رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف تتضمن «رؤية» موسكو إزاء الأوضاع في سورية. وأعرب الرئيس السوري عن «تقديره الكبير لموقف روسيا المتوازن إزاء هذه التطورات». واعتبر أن «كل خطوة قطعتها سورية في استصدار قوانين تؤسس لمرحلة سياسية جديدة، كان يتبعها تصعيد للحملة الإقليمية والدولية على دور سورية العربي والإقليمي». وأشار بيان رئاسي إلى أن بوغدانوف أعرب عن دعم موسكو «نهج الإصلاحات التي تقوم بها سورية في المجالين السياسي والاقتصادي، وأملها بدوام الأمن والاستقرار وأهمية استمرار التنسيق بين البلدين على المستويات كافة». واجتمع بوغدانوف أيضاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ميدانياً، أكد شهود أن قوة مدرعة طوقت أمس بلدة الرستن شمالي حمص بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة، فيما قال ناشطون إن قوات الأمن نفذت حملات دهم في مدن وبلدات عدة بحثاً عن ناشطين، وقتلت سبعة أشخاص، بينهم طفل. وجرح العشرات خلال عمليات أمنية عندما اقتحمت آليات عسكرية وأمنية أمس بلدة في ريف دمشق وأخرى شمال غربي البلاد، في حين اقتحمت آليات عسكرية بلدة هيت عند الحدود مع شمال لبنان. وقال شاهدان في الرستن إن القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية فجر أمس على مدخل الطريق الرئيس للبلدة وبدأت في إطلاق نيران الأسلحة الآلية الثقيلة لمطاردة المنشقين في البلدة التي تعتبر عادة مصدر مجندي الجيش. وأكدت مصادر متطابقة حدوث انشقاقات في صفوف الجيش في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة إدلب الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق حيث خاضت قوات الأسد معارك مع منشقين أول من أمس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته، أن «الهجمات بالمدرعات على المناطق البعيدة تهدف إلى سحق الاحتجاجات واحتواء أي انشقاقات في الجيش». وأضاف أن «السيطرة السياسية للنظام على الجيش كانت تبدو محصنة، لكنها لم تعد كذلك بعد أن رأى أفراد الجيش المساجد وهي تقتحم والمصلين يهاجمون والمآذن تقصف». إلى ذلك، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «عشرات الآليات العسكرية والأمنية اقتحمت مدينة سرمين في ريف إدلب (شمال غرب) وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها إطلاق للرصاص»، ما «أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفل وإصابة ستين شخصاً بجروح واعتقال العشرات». وأضاف المرصد أن «ناشط (ضابط سابق) قتل وأصيب ناشطان آخران في مكمن نصبه لهم رجال الأمن في بلدة كفر نبل (ريف إدلب)». وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في بيان أن «شخصاً قتل في مدينة قارة (ريف دمشق) أثناء اقتحام منزله». وأضاف أن «آخرين أصيبوا بإطلاق نار من قبل قوات الأمن التي اقتحمت المدينة فجر (أمس) من الجهة الجنوبية بحوالى عشر حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع إطلاق نار عشوائي». وتابع أن «حظراً للتجول فرض مع بدء حملة مداهمات وتخريب للممتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقاً في الشارع حيث اعتقل العشرات». وفي بروكسيل، أكد مصدر أوروبي مطلع ل «الحياة» أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى إجماع على فرض حظر على استيراد النفط السوري. وقال إن «الخبراء استكملوا تقريباً وضع التفاصيل التقنية اللازمة تمهيداً للقرار السياسي الذي قد يعلنه وزراء خارجية الدول الأعضاء في اجتماعهم الاستثنائي يومي الجمعة والسبت في بولندا». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن ديبلوماسي آخر أن الحكومات الأوروبية وافقت على حظر الاستيراد، لكنها لا تزال تناقش مسألة فرض حظر على الاستثمار في قطاع النفط السوري. ويشتري الاتحاد الأوروبي 95 في المئة من صادرات النفط السوري، أي ما يمثل ثلث دخل الحكومة السورية.