دمشق، عمان، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - أكد شهود أن قوة سورية مدرعة طوقت بلدة الرستن شمالي حمص بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة، فيما قال ناشطون إن قوات الأمن نفذت حملات دهم في مدن وبلدات عدة بحثاً عن ناشطين، وقتلت ستة أشخاص. وقُتل 6 أشخاص، بينهم طفل، وجرح العشرات خلال عمليات أمنية عندما اقتحمت آليات عسكرية وأمنية أمس بلدة في ريف دمشق وأخرى شمال غربي سورية، في حين اقتحمت آليات عسكرية بلدة تقع على الحدود مع شمال لبنان. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «عشرات الآليات العسكرية والأمنية اقتحمت مدينة سرمين في ريف ادلب (شمال غرب) وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها إطلاق للرصاص». وأوضح أن ذلك «أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفل وإصابة ستين شخصاً بجروح واعتقال العشرات». وأشار إلى أن «القوات تقوم بإطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة على المنازل ما تسبب بهدم جزئي لستة منازل». وتابع أن «بين القتلى شخص قتل عندما تهدم المنزل الذي يقطنه عليه». وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في بيان أن «شخصاً قتل في مدينة قارة (ريف دمشق) أثناء اقتحام منزله». وأضاف أن «آخرين أصيبوا بإطلاق نار من قبل قوات الأمن التي اقتحمت المدينة فجر (أمس) من الجهة الجنوبية بحوالى عشر حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع إطلاق نار عشوائي». وتابع أن «حظراً للتجول فرض مع بدء حملة مداهمات وتخريب للممتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقاً في الشارع حيث اعتقل العشرات». وكان المرصد أشار إلى أن «حملة الاعتقال (في قارة) شملت نحو أربعين شخصاً حتى الآن»، لافتاً إلى أن القوات الأمنية «نصبت رشاشات على اسطح المباني الحكومية»، كما أفاد أن «آليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت صباح (أمس) بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين عن الحدود مع شمال لبنان». وأضاف أن «أصوات إطلاق نار كثيف سمعت منذ الساعة التاسعة صباحاً»، مشيراً إلى «سقوط خمسة جرحى». وأكد أنه «تم خلال العملية إحراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها 13 شخصاً». وذكر أن «حملات اعتقال ومداهمات واسعة جرت في قدسيا (ريف دمشق) وداعل (ريف درعا) حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية ستة أشخاص من عائلة واحدة». وكان ستة أشخاص قتلوا أول من أمس خلال عمليات عسكرية وأمنية في مدن عدة. وقال المرصد إن «ثلاثة أشخاص قتلوا مساء الأحد في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق وقتل شخصان وجرح تسعة آخرون في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) وقتل شخص في بلدة انخل القريبة من درعا (جنوب)»، مهد الحركة الاحتجاجية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي. وذكرت مصادر متطابقة أنه حدثت انشقاقات في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة ادلب الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق حيث خاضت قوات الأسد معارك مع منشقين أول من أمس. وقال شاهدان في بلدة الرستن (شمال حمص) إن القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية فجر أمس على مدخل الطريق الرئيس للبلدة وبدأت في إطلاق نيران الأسلحة الآلية الثقيلة. وأشار أحدهما إلى أن «الدبابات نشرت على جبهتي الطريق السريع الذي مازال مفتوحاً وأطلقت زخات من نيران المدافع الآلية على الرستن». وذكر أن عمليات الانشقاق بدأت في البلدة حين اقتحمتها الدبابات قبل ثلاثة اشهر لقمع احتجاجات شعبية ضخمة ضد الأسد في هجوم سقط فيه عشرات المدنيين قتلى. وبلدة الرستن هي عادة مصدر مجندي الجيش الذي ينتمي معظم أفراده العاديين إلى السنة ويهيمن عليه ضباط من الطائفة العلوية التي تمثل أقلية في سورية ينتمي إليها الأسد. وينتمي مصطفى طلاس الذي شغل منصب وزير الدفاع لثلاثة عقود حتى تقاعد العام 2006 إلى الرستن. وقال محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته إن «هذه الهجمات بالمدرعات على المناطق البعيدة تهدف إلى سحق الاحتجاجات واحتواء أي انشقاقات في الجيش». وأضاف أن «السيطرة السياسية للنظام على الجيش كانت تبدو محصنة، لكنها لم تعد كذلك بعد أن رأى أفراد الجيش المساجد وهي تقتحم والمصلين يهاجمون والمآذن تقصف». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «مجموعة مسلحة قامت صباح (أمس) باختطاف القاضي عدنان بكور المحامي العام في حماة أثناء توجهه إلى عمله في العدلية على طريق كفرنبوذة -كرناز مع سائقه بهاء اليوسف ومرافقه محمد صدراوي». ونقلت عن مصدر في قيادة الشرطة في حماة أن «عملية الاختطاف جرت عند وصول القاضي بكور ومرافقيه إلى قرية كرناز حيث اعترضهم سبعة مسلحين ببنادق حربية وأسلحة رشاشة كانوا يستقلون سيارة بيك أب نوع تويوتا لها صندوق خلفي وحافلة صغيرة من نوع مازدا واقتادوهم إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح».