تسلم الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف نقلها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف. وأشار مصدر إلى أن الرسالة تتعلق ب«الموقف الثابت لروسيا» وأن بوجدانوف لم يحمل أي مبادرة روسية لحل الأزمة السورية، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل. وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين في مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سورية يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار آخر منافس للأوروبيين. وألمحت موسكو، التي تكتفي بدعوة الأسد إلى تسريع الإصلاحات، إلا أنها قد تستخدم حقها في النقض على أي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت. ويدعو مشروع القرار الأوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وتدعمه أمريكا إلى تجميد أرصدة الأسد والمقربين منه وإلى فرض حظر على الأسلحة. ميدانيا، قصفت القوات السورية، أمس، مدينة الرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص ردا على انشقاق عشرات الجنود، بعدما واجهت قبل ساعات انشقاقا مماثلا بريف دمشق. وقال مقيمون ونشطاء إن قوة سورية مدرعة طوقت البلدة بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة وذلك في أحدث عملية لمواجهة السخط داخل صفوف القوات المسلحة خلال انتفاضة بدأت قبل خمسة أشهر. وذكروا أنه حدثت انشقاقات أخرى في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة إدلب الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص. وأضافوا أن القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية على مدخل الطريق الرئيسي للرستن وبدأت في إطلاق نيران الأسلحة الآلية الثقيلة على البلدة. ويأتي ذلك فيما قتل ستة أشخاص بينهم طفل وجرح العشرات خلال عمليات أمنية عندما اقتحمت آليات عسكرية وأمنية بلدة في شمال غرب سورية وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها إطلاق للرصاص، حسبما أكد ناشطون. وكان ستة أشخاص قتلوا، أمس الأول، خلال عمليات عسكرية وأمنية في مدن أخرى. وفي العاصمة التركية أنقرة، أعلن عدد من رموز المعارضة السورية، أمس، تشكيل مجلس وطني انتقالي لقيادة النشطاء المطالبين بإسقاط الأسد. ويتألف المجلس من 94 عضوا، بينهم 42 داخل سورية. وتم اختيار برهان غليون رئيسا للمجلس. وهو مفكر ومحاضر لعلم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون الفرنسية. وأوضح متحدث باسم المجموعة أنه تم اختيار أعضاء المجلس بعد مشاورات مع النشطاء والمحتجين في سورية. وكان المئات من المعارضين السوريين التقوا في إسطنبول التركية، يوليو الماضي، واتفقوا على تشكيل مجلس انتقالي لتوحيد المعارضة. وأثار إعلان تشكيل المجلس الوطني لمواجهة النظام جدلا في أوساط المعارضة ونفى كثيرون علمهم بتعيينهم أعضاء فيه. وتم اختيار برهان غليون رئيسا للمجلس. ودعا غليون، في ظل تواصل الحملات الأمنية ضد المتظاهرين، إلى التفكير فيما وصفه ب «آليات لحماية المدنيين في سورية»، مشيرا إلى ضرورة تبني قرار أممي سريع بإرسال مراقبين دوليين دائمين. ودعا ناشطون إلى التظاهر بعد صلاة عيد الفطر وإلى متابعة الاعتصامات في كافة المدن السورية حتى إسقاط النظام. وأوضحوا على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه «سيكون في العيد مظاهرات عارمة بعد الصلاة مباشرة واعتصامات في كل المدن حتى إسقاط النظام». من جهة أخرى، نفت إيران أن يكون لها أي دور في سورية ونددت بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على فيلق القدس «القوات الخاصة للحرس الثوري» بتهمة مساعدة النظام السوري على قمع تظاهرات الاحتجاج. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبارست في بيان: «ننفي أي دور في الشؤون الداخلية لهذه الدولة». وأضاف أن «زعم الاتحاد الأوروبي بربط فيلق القدس بالأحداث في سورية، من دون أي دليل، لا أساس له ويستهدف تحويل الأنظار. وكما كررنا القول عدة مرات، إن الحكومة والشعب السوريين ناضجان سياسيا من أجل حل مشكلاتهم، وجمهورية إيران الإسلامية تحترم سيادة الدول الأخرى» .