استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس مبعوثا روسيا بينما قتل 8 اشخاص وجرح عشرات في ريف دمشق وشمال غرب سوريا اثناء عملية شنتها قوات الامن التي اقتحمت ايضا بلدة بالقرب من الحدود اللبنانية، فيما طوقت قوة عسكرية مدرعة بلدة شمال مدينة حمص بعد انشقاق عشرات من افراد الجيش في المنطقة وذلك في احدث عملية لمواجهة السخط داخل صفوف القوات المسلحة خلال انتفاضة بدأت قبل خمسة اشهر. واكد مصدر سوري ان الاسد «تسلم رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف نقلها المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف». واشار الى ان الرسالة تتعلق «بالموقف الثابت لروسيا» دون المزيد من التفاصيل. وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين الجمعة في مجلس الامن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار اخر منافس للاوروبيين. والمحت موسكو التي تكتفي بدعوة الرئيس الاسد الى تسريع الاصلاحات، الى انها قد تستخدم حقها في النقض (الفيتو) على اي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت. ويدعو مشروع القرار الاوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال وتدعمه الولاياتالمتحدة الى تجميد ارصدة الرئيس بشار الاسد والمقربين منه والى فرض حظر على الاسلحة. ونفت طهران اي دور لها في سوريا ونددت بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على فيلق القدس (القوات الخاصة للحرس الثوري) بتهمة مساعدة النظام السوري على قمع تظاهرات الاحتجاج. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية امس «ننفي اي دور في الشؤون الداخلية لهذه الدولة». واضاف البيان ان «زعم الاتحاد الاوروبي بربط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بدون اي دليل، بالاحداث في سوريا لا اساس له ويستهدف تحويل الانظار». وتوصل الاتحاد الاوروبي امس الى اتفاق مبدئي امس بشأن حظر استيراد النفط من سوريا بسبب حملة القمع التي يشنها النظام. وصرح دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته ان «هناك توافق سياسي على فرض حظر اوروبي على استيراد منتجات النفط السوري». وذكر دبلوماسي اخر ان جميع الممثلين الذين شاركوا في اجتماع الخبراء لدول الاتحاد ال27 في بروكسل ايدوا فرض العقوبات الجديدة. واضاف انه من المتوقع ان تعطي حكومات الاتحاد الاوروبي منفردة موافقتها النهائية على فرض تلك العقوبات بنهاية الاسبوع. ويشتري الاتحاد الاوروبي 95% من صادرات النفط السوري اي ما يمثل ثلث دخل الحكومة السورية. ويأتي ذلك فيما قتل 6 اشخاص بينهم طفل وجرح العشرات خلال عمليات امنية عندما اقتحمت اليات عسكرية وامنية امس بلدة في ريف دمشق واخرى شمال غرب سوريا في حين اقتحمت اليات عسكرية بلدة تقع على الحدود مع شمال لبنان، حسبما اكد ناشطون. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «عشرات الاليات العسكرية والامنية اقتحمت مدينة سرمين في ريف ادلب شمال غرب البلاد وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها اطلاق للرصاص». واوضح ان ذلك «اسفر عن مقتل 5 اشخاص بينهم طفل واصابة ستين شخصا بجروح واعتقال العشرات». واشار الى ان «القوات تقوم باطلاق نار كثيف بالرشاشات ثقيلة على المنازل ما تسبب بهدم جزئي لستة منازل». وتابع ان «بين القتلى شخص قتل عندما تهدم المنزل الذي يقطنه عليه». وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان ان «شخصا قتل في مدينة قارة بريف دمشق اثناء اقتحام منزله». واضاف ان «عدة اشخاص اخرين اصيبوا باطلاق نار من قبل الامن التي اقتحمت المدينة فجر امس من الجهة الجنوبية بحوالى عشر حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع اطلاق نار عشوائي». وتابع في بيانه ان «حظر تجول فرض مع بدء حملة مداهمات وتخريب للممتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقا في الشارع حيث اعتقل العشرات». وافاد مدير المرصد ان «اليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت امس بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين عن الحدود مع شمال لبنان». واضاف ان «اصوات اطلاق نار كثيف سمعت منذ الصباح»، مشيرا الى «سقوط خمسة جرحى». واكد الناشط انه «تم خلال العملية احراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها 13 شخصا». وذكر مدير المرصد ان «حملات اعتقال ومداهمات واسعة جرت في قدسيا (ريف دمشق) وداعل (ريف درعا) حيث اعتقلت الاجهزة الامنية ستة اشخاص من عائلة واحدة». في الاثناء قال مقيمون ان القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية امس على مدخل الطريق الرئيسي للرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الالية الثقيلة على البلدة بعد معارك دارت مع منشقين في الجيش. وقال شاهد «نشرت الدبابات على جبهتي الطريق السريع الذي مازال مفتوحا وأطلقت زخات من نيران المدافع الالية على الرستن». وذكر ان عمليات الانشقاق بدأت في البلدة حين اقتحمتها الدبابات قبل ثلاثة اشهر لقمع الاحتجاجات الضخمة في هجوم سقط فيه عشرات المدنيين قتلى. ونفت السلطات السورية مرارا حدوث اي انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الاعلام المستقلة منذ اندلعت الانتفاضة ضد الاسد في اذار. ودعا الناشطون امس الى التظاهر بعد صلاة عيد الفطر والى متابعة الاعتصامات في كافة المدن حتى اسقاط نظام الاسد. وقال الناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «انه «في العيد مظاهرات عارمة بعد صلاة العيد مباشرة واعتصامات في كل المدن حتى اسقاط السفاح». كما دعت الى التظاهر مواقع ثانية صديقة للثورة السورية منها «يوم الغضب السوري» التي هنات الشعب السوري بحلول العيد وقالت «كل عام وانتم احرار». واعلن عدد من رموز المعارضة من انقرة تشكيل مجلس وطني انتقالي لقيادة النشطاء المطالبين بإسقاط الأسد. ويتألف المجلس من 94 عضوا بينهم 42 داخل سوريا. وتم اختيار برهان غليون المفكر وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون بباريس رئيسا للمجلس. وأوضح متحدث باسم المجموعة أنه تم اختيار أعضاء المجلس بعد مشاورات مع النشطاء والمحتجين في سوريا.