دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - كثف الجيش السوري هجومه على ريف إدلب في شمال غربي البلاد غداة مقتل ما لا يقل عن تسعين شخصاً بينهم منشقون، كا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات»، وذلك غداة اقتحام القوات السورية النظامية مدينة إدلب التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر منشقة عنه. وأضاف أن «اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة». كما «استشهد مدني برصاص القوات السورية خلال هذه الاشتباكات» وفق مدير المرصد. وأشار إلى أن «الجيش يستعد لشن هجوم ضد المنشقين في منطقة جبل الزاوية» التي يتركز فيها عدد كبير من المنشقين. وتأتي عملية الاقتحام هذه بعد عشرة أيام على اقتحام قوات النظام لحي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) وانسحاب «الجيش الحر» منه. وأفاد ناشطون بحدوث اعتقالات في الجانودية شملت عائلات بكامل أفرادها من نساء وأطفال واستخدام بعضهم كدروع بشرية، وتجدد القصف العنيف على البلدة. ووفق مراسل «الجزيرة» على الحدود السورية التركية فإن قوات الجيش حاولت اقتحام البلدة لكن «الجيش الحر» تصدى لها ودمر دبابتين وقتل من كان بداخلهما كما انشق 18 جندياً بعتادهم الكامل. ويقول ناشطون إن مدينة إدلب محاصرة من كل الجهات ويترافق الحصار مع عزلها عن العالم الخارجي بمنع الدخول والخروج من بعض قراها وقطع الاتصالات عنها. وتكتسب محافظة إدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما أنها مناسبة لحركة «الجيش السوري الحر» بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافياً مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضاً حركة الانشقاق عن الجيش النظامي. وفي ريف حلب (شمال)، أضاف المرصد في بيان «استشهدت بعد منتصف ليل السبت - الأحد ناشطة في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المعارض اثر إطلاق الرصاص عليها مساء السبت من قبل شبيحة النظام السوري في حي الشيخ مقصود». وأشار إلى أن هذه الحادثة «أشعلت الحي حيث سيطر الأهالي على الحي ونشروا الحواجز في شوارعه بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق الرصاص» دون المزيد من التفاصيل. في موازاة ذلك، قال ناشطون إن العاصمة السورية دمشق تشهد استنفاراً غير مسبوق، وذلك بعد إطلاق نار سمع ليل السبت- الأحد وفجر امس، في مناطق عدة من العاصمة، وتحدث ناشطون عن مقتل أكثر من عشرة سقطوا بنيران الجيش السوري بمناطق متفرقة من البلاد امس. أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا موزعة بين درعا وإدلب وريف دمشق وحماة وحمص. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن إطلاق النار تركز في مناطق جوبر وأوتوستراد العدوي وشارع بغداد وباب مصلى وركن الدين والمهاجرين في العاصمة دمشق. وأفاد ناشطون أن قوات الأمن في الحواجز المحيطة بأحياء عدة في دمشق تشهد استنفاراً غير مسبوق. وبثت مواقع الثورة السورية صوراً لمعارضين وهم يقطعون طريق المتحلق الجنوبي والطريق الواقع خلف جامع سفيان الثوري احتجاجاً على العمليات العسكرية التي يشنها النظام في إدلب وداريا بريف دمشق، كما بثت مواقع الثورة السورية صوراً أخرى لناشطين وهم يقطعون الطريق الدولي بين دمشق والعاصمة الأردنية عمان بحرق الإطارات. في غضون ذلك وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان امس مقتل ستة أشخاص على الأقل منهم جندي منشق وأوضحت الشبكة أن قتيلين سقطا بريف دمشق وقتيلاً في كل من إدلب وحلب واللاذقية وحمص. وأفاد مجلس الثورة بإدلب بمقتل خمسة قتلى للجيش السوري على قرية الجانودية في جسر الشغور بإدلب. وفي الزبداني بريف دمشق اقتحم الجيش السوري المدينة بالدبابات والمدرعات وشن حمله مداهمات شملت العشرات كما قصف بعنف بلدة أريحا بإدلب وفق ناشطين سوريين. في غضون ذلك أفادت تنسيقيات الثورة بحدوث ما وصفتها ب»المجزرة» في السجن المركزي بالرقة حيث قام الأمن بإطلاق النار إثر مظاهرة وتمرد للمعتقلين داخل السجن، ما أسفر عن جرح عشرين شخصاً على الأقل بعضهم جراحهم خطرة. وكشفت الهيئة العامة للثورة عما قالت إنها «مجزرة» ارتكبها الأمن في بلدة داريا بريف دمشق راح ضحيتها 17 جندياً منشقاً من كتيبة الفرقان 6 منهم من منطقة كناكر و11 شهيداً من مناطق مختلفة بريف دمشق بعد مهاجمة قوات الأمن مقر الكتيبة. كما دهمت قوى الأمن بعدها المكان وقامت باختطاف جثامين القتلى ورفضت تسليم الشهداء لذويهم حتى الآن، وفق رواية الهيئة. يأتي ذلك غداة تصاعد لأعمال العنف التي أودت بحياة ما لا يقل عن 91 شخصاً بينهم 39 منشقاً اغلبهم في ريف إدلب. كما قتل ما لا يقل عن 32 مدنياً و 20 جندياً في أنحاء متفرقة من البلاد.