حذّر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من مغبة مصادرة الثورات العربية التي تقودها الشعوب، مشيراً الي نهاية عصر القوة وبداية الارادات الشعبية. كما اعتبر خلال مشاركتة في تظاهرات الجمعة الاخيرة من شهر رمضان التي تصادف «يوم القدس»، ان اقامة دولة فلسطينية يعترف بها العالم ستكون مجرد خطوة أولى على طريق تحرير كامل فلسطين. وشهدت طهران وبقية المدن الايرانية امس تظاهرات واسعة شارك فيها الملايين من المواطنين، اضافة الي كبار المسؤولين لمناسبة «يوم القدس»، فيما غاب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني عن صلاة الجمعة للعام الثاني علي التوالي علي خلفية أحداث الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009، اذ اعتاد علي إلقاء خطبة صلاة الجمعة في مثل هذه المناسبة. وكان مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي دعا الي الاحتفال بهذا اليوم الذي اعتبره قوة للأمن الايراني وهزيمة لإسرائيل والقوة المتسلطة في العالم. وقال الرئيس الايراني الذي القي كلمة في المتظاهرين الذين تجمعوا في باحة جامعة طهران ان «عهد استغلال القوة والمال انتهى لصالح القيم والثقافة التي تنادي بها الشعوب لتغيير اللعبة التي اعتاد عليها المستكبرون». واعتبر «اننا وصلنا الي مرحلة اثبتت كذب الكيان الصهيوني وزيفه والذي ارغم الاعداء علي التراجع امام ارادة الشعوب لأن الزمن هو زمن الشعوب التي تريد الوصول الي حكومة العدل العالمي بقيادة الانسان وبمساعدة جميع الشعوب». ورأى ان تأسيس الدولة الفلسطينية «خطوة نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني»، داعياً الاسرائيليين الى العودة الي أوطانهم الاصلية والكف عن ممارسة المزيد من القتل والتشريد بحق الشعب الفلسطيني «وغلق ملفكم القذر». وقال ان «قيام الدولة الفلسطينية لا يعني الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي» وانما هو مقدمة لتحرير كامل الاراضي الفلسطينية «لان اسرائيل تبقي الغدة السرطانية التي تنخر في جسم الامة»، لافتاً الي ان الشعار الاسرائيلي «من النيل الي الفرات» هو بمثابة الرغبة للتسلط علي العالم بأسره. وأعرب عن اعتقاده بأن «قيم الحرية والعدالة وتقرير المصير لا يمكن لها ان تأتي من فوهات البنادق ومدافع حلف الناتو والقوي المتسلطة». ودعا الي تفاهم الانظمة السياسية مع الشعوب «لأن قيم الحرية والديموقراطية لا تأتي من خلال تدخل الناتو والاستكبار العالمي». وقال: «نمتلك المعلومات الدقيقة التي تفيد بمحاولات الدول الغربية التي تريد استغلال اموال بعض الدول ضد دول وشعوب اخري»، محذراً من مغبة الوقوع في شرك اهداف الدول الغربية «لأن من يريد الديموقراطية الحقيقية لا يمكن له ان يعمل في اطار المصالح الاميركية والغربية». وانتقد «إرسال الأسلحة من دولة عربية لإسقاط دولة اخري»، داعياً الى عدم مواكبة الاهداف الاسرائيلية والغربية. واعتبر معارضة الدول الغربية للبرنامج النووي الايراني «استمراراً لسياسة الهيمنة الاستعمارية لنهب ثروات الشعوب وتحقيق الأمن لإسرائيل»، معرباً عن اعتقاده في «جعل الكيان الصهيوني محور جميع السارقين ومجرمي العالم». ورأي ان الحوار بين الانظمة والشعوب من افضل الطرق لاحترام حقوق الشعوب، موضحاً ان «الشرق الاوسط الجديد سيولد حتماً، لكن من دون الدول الكبري وتسلطها». ودعا دول المنطقة الي عدم اللعب في ساحة الدول الكبري والتفاهم مع الشعوب من اجل مواجهة المتسلطين «لأنهم يريدون ابتزاز الدول والشعوب». وأكد احمدي نجاد مجدداً ان محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية «ليس سوى اكذوبة كبيرة» بهدف تبرير قيام دولة اسرائيل.