أدت وجاهة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تنازل مواطن في مدينة حائل عن حقه في القصاص من قاتل ابنه لوجه الله. ونجحت مساعي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز في قبول سند بن ماجد السويدي الشمري، التنازل عن قاتل ابنه شكر سند الشمري، مساء أول من أمس، من دون مقابل؛ ابتغاء وجه الله، واحتساباً للأجر. وأعرب الأمير تركي بن عبدالله عن شكره وتقديره لسند السويدي على ما قام به من عمل إنساني ابتغاء مرضاة الله، داعياً الله - عز وجل - له بالمثوبة، وللمتوفى بالرحمة. وقال سند السويدي: «إننا راضون بقضاء الله، وأعلنت تنازلي عن القاتل لوجه الله تعالى، وطلباً للأجر والمثوبة ثم تقديراً لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير تركي بن عبدالله وكل مَن سعى وطلب العفو». من جهته، تقدم المواطن عبدالله راجح الراجح والد الشاب المعفو عنه باسل عبدالله الراجح (17 عاماً)، بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على شفاعته، وللأمير تركي بن عبدالله على مساعيه، معرباً عن شكره لصاحب الدم سند السويدي. وتابع: «آمل أن يكون ثوابه عند الله له أجزل وأعظم، ولن ننسى له معروفه ما حيينا». وأضاف أن الكثير من أهل الخير بذلوا جهوداً كبيرة في هذه القضية؛ إذ كانوا معنا في الموضوع منذ بدايته، غير أن الفضل الأول والأخير، بعد الله، كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يلهج له بالشكر جميع أفراد عائلتنا خصوصاً، وأهالي حائل عموماً؛ لمساعيه الطيبة في الحرص على الشفاعة لدى ولي الدم للتنازل. وأعلن مواطن تبرعه ببناء مسجد باسم شكر سند السويدي وتأثيثه وتجهيزه على نفقته الخاصة؛ «تقديراً لقيمة العفو بين الناس وترجمة لتعاطف المجتمع مع الموقف النبيل الذي أبداه سند السويدي وهو في غمرة أحزانه على فقد ابنه متجاوزاً كل مشاعر التأثر والاقتصاص بفضيلة العفو التي يحثنا عليها ديننا الحنيف»، سائلاً المولى أن يجزي سند السويدي العفو والمثوبة، وأن يتغمد ابنه بواسع رحمته ورضوانه. يذكر أن حادثة القتل تعود إلى نحو 13 شهراً، على أثر خلاف بسيط تطور إلى مشاجرة داخل إحدى الاستراحات في مدينة حائل؛ ما أسفر عن وفاة الشاب شكر السويدي البالغ من العمر 19 عاماً.