طرابلس، بنغازي، لندن - «الحياة»، اف ب، رويترز - بدا امس ان الانتفاضة الليبية تقترب من مرحلة الحسم بين نظام العقيد معمر القذافي والثوار، بعدما وصلت المواجهة المباشرة الى شوارع العاصمة طرابلس للمرة الاولى، منذ انطلاق الانتفاضة من مدينة بنغازي قبل قبل ستة اشهر. واعتبرت واشنطن ان ايام القذافي في السلطة باتت «معدودة» وان الشعب الليبي «يستحق مستقبلا عادلا وديموقراطيا وسلميا». وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست ان مستشار الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان أُبلغ الرئيس صباحا بالوضع في ليبيا. واكد الناطق ان الولاياتالمتحدة على اتصال مستمر بحلفائها وبالمجلس الوطني الانتقالي. وقال احمد جبريل الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي ان عملية مشتركة انطلقت نحو طرابلس بمشاركة قوات المجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا له ومقاتلين معارضين للقذافي في طرابلس وحولها، فضلا عن دعم حلف شمال الاطلسي (ناتو). واطلقت المعارضة على الهجوم على طرابلس اسم «فجر عروس البحر». واكد عبد الحكيم بلحاج احد القادة العسكريين للثوار ان العاصمة، وهي آخر المعاقل التي يبدو ان القذافي يتحصن فيها، ستسقط «قبل الغد». وامام التقدم السريع لقوات المعارضة الى العاصمة ومحاصرتها، بث التلفزيون الرسمي الليبي رسالة صوتية للقذافي قال فيها انه سيبقى في طرابلس «حتى النهاية» ولن يتخلى عن السلطة وسينتصر، كما دعا أنصاره في شتى انحاء البلاد الى المساعدة في «تحرير العاصمة». واضاف انه يخشى ان تحترق طرابلس وانه سيزود انصاره بالسلاح لمحاربة الثوار. وقال ناشط موال للمعارضة في طرابلس لمراسل وكالة «رويترز» ان نحو 200 مقاتل وصلوا اليها على متن زوارق قادمين من مصراتة لتعزيز المقاتلين الموجودين فيها. واضاف ان المعارضين يخوضون معركة شرسة مع قوات القذافي داخل قاعدة معيتيقة الجوية في حي تاجوراء في العاصمة. ونقلت الوكالة عن مسؤول حكومي ليبي ان القتال في طرابلس اسفر حتى مساء امس عن مقتل 376 واصابة أكثر من ألف آخرين من الجانبين. من جهة ثانية نقل مراسل «فرانس برس» ان الثوار الليبيين سيطروا بعد الظهر على ثكنة عند مدخل طرابلس واستولوا فيها على اسلحة وذخائر. واوضح المصدر ان مئات الثوار دخلوا حرم هذه القاعدة العسكرية الواقعة غرب العاصمة الليبية على طريق الزاوية، وان هذه الثكنة كانت العائق الاساسي امامهم على الطريق المؤدية الى طرابلس. وشاهد المراسل لدى دخوله الثكنة بعد هجوم عنيف شنه الثوار، اليات تحترق داخلها جثث متفحمة. ومساء كانت مئات من اليات الثوار لا تزال تصل الى الثكنة. ويشير القتال داخل طرابلس وتقدم مقاتلي المعارضة الى مشارفها الى بدء مرحلة حاسمة في الصراع الذي أصبح أكثر انتفاضات «الربيع العربي» دموية وتدخل فيه حلف شمال الاطلسي. لكن القوات التابعة للقذافي التي تواجه زحفا من قوات المعارضة من ثلاث جبهات لم تسقط بالشكل الذي توقعه بعض المقاتلين. وتقتصر الانتفاضة في طرابلس على أحياء محدودة ولم تمتد الى المدينة بأكملها. وقال مقاتلو المعارضة انهم سيطروا على بلدة جدايم وانهم يقتربون من ضاحية جنزور في غربي العاصمة. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي ان المعارضين يسيطرون على عدد من الاحياء وأن المزيد من المعارضين يتدفقون من خارج المدينة للانضمام لزملائهم. وفي طرابلس يبدو أن كلاً من الجانبين يسعى للسيطرة على أسطح المنازل حيث يكون بالامكان اعداد مواقع لاطلاق النيران استعدادا لموجة جديدة من القتال أثناء الليل. وقال أحد المعارضين ان قوات القذافي نشرت قناصة على أسطح المباني حول باب العزيزية مقر القذافي وعلى أسطح برج مياه قريب. وبث التلفزيون الليبي التابع للقذافي رسالة على الشاشة تحث السكان على عدم السماح لمقاتلي المعارضة المسلحين بالاختباء فوق أسطح منازلهم. وقالت الرسالة ان «العملاء» وأعضاء تنظيم «القاعدة» يحاولون زعزعة استقرار المدينة وتخريبها. وطلبت من السكان منعهم من استغلال منازلهم ومبانيهم ومواجهتهم والتعاون مع وحدات مكافحة الارهاب للقبض عليهم. الا ان الناطق الحكومي موسى ابراهيم قال في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس ان «آلاف» الجنود المدربين والمتطوعين يدافعون عن العاصمة في مواجهة الثوار الذين اتهمهم بتنفيذ «34 عملية اعدام» واغتصاب عدد من النساء في مدينة صرمان الساحلية الغربية. وقال «ان الوحدات المسلحة التي تدافع عن طرابلس تؤمن تماما انه اذا سقطت فستسيل الدماء في كل مكان ومن ثم أجدر بهم القتال حتى النهاية».