حظرت طاجيكستان مع رمضان هذا العام توجه الأطفال والمراهقين إلى المساجد والكنائس للصلاة، في الوقت الذي يكافح هذا البلد المضطرب الواقع بوسط آسيا لاحتواء تصاعد الأصولية الإسلامية. وقالت وسائل الإعلام المحلية إن الرئيس أمام علي رحمنوف وقع القرار ليصبح قانوناً بعد إقراره بالإجماع في مجلس النواب بالبرلمان الشهر الماضي. ويحظر القانون على من هم من دون ال18 من العمر من الصلاة في الكنائس أو المساجد، ويلزمهم بالدراسة في المدارس العلمانية، بحسب ما صرحت وكالة «ازيا بلاس» للأنباء. وقالت السلطات أن هذا الإجراء سيساعد في كبح الأصولية الدينية في البلد، الذي يدين غالبية سكانه بالإسلام والعلماني التوجه. غير أن الجماعات الدينية أدانت القانون بشدة. وقال رجل الدين المسلم البارز، نائب رئيس الوزراء السابق أكبر تراد جونزده في كتاب مفتوح إلى الرئيس «هذا الحظر على حضور المساجد سيؤدي إلى تصاعد رد الفعل السلبي بين الناس». وأشار آخرون إلى أن الرئيس وقع المرسوم تزامناً مع بداية شهر رمضان. كما أدخل الرئيس تعديلات منفصلة على قانون العقوبات الطاجيكي يجعل «الانخراط» في حشود غير مصرح بها جريمة تعاقب بالحبس حتى خمس سنوات. وكذلك يحكم القانون على من يدان بتلقين الصغار «تعليماً دينياً يخالف القانون» بالحبس لمدة تصل إلى 12 عاماً. وتمتد حدود طاجيكستان مع أفغانستان على طول 1340 كلم. واتهمت الحكومة العلمانية في البلد البالغ عدد سكانه 7,5 ملايين نسمة، الجماعات الدينية بإشاعة الاضطرابات بهدف فرض حكم الشريعة الإسلامية. وكان رحمنوف الذي يحكم طاجيكستان منذ مطلع التسعينات، استدعى الطلاب الذين يدرسون في معاهد دينية خارج البلاد في الخريف الماضي، وقال إن هذه المدارس «تعد إرهابيين».