انتعش موسم بيع الزفات و الشعر، استعداداً لموسم الصيف المقبل، باعتباره الموسم الرئيس للشعر والشعراء في السعودية، إذ بدأ عدد من الشعراء في تجهيز أنفسهم لتلقي طلبات على قصائدهم وحضور بعضهم من شعراء المحاورة والعرضة لإحياء مناسبات الأعراس في السعودية والخليج، وكذلك حفلات التخرج لطلاب الكليات العسكرية والجامعات والتي جرت العادة أن يتم تنظيم أمسية شعرية في كل حفلة تخرّج في إحدى قاعات الأفراح أو الاستراحات في الرياض وخارجها. وتتفاوت أسعار هذه القصائد ما بين ألف ريال إلى عشرة آلاف ريال للقصيدة الواحدة بحسب قدرة العرسان، أما إقامة الأمسية الشعرية أو الحضور للمشاركة في المحاورة أو العرضة فتتراوح ما بين 10 و15 ألفاً للشاعر الواحد. يقول رئيس تحرير مجلة حول الخليج الشاعر قبلان السويدي: «ان ظاهرة بيع الشعر موجودة منذ سنوات طويلة، ولكن بعد الازمة الاقتصادية العالمية زاد بحث بعض الشعراء لبيع قصائدهم على شخصيات كبيرة ورجال اعمال وابناء الطبقة المخملية باقل الاسعار مقارنة بعمليات البيع قبل خمس سنوات، اذ ان بعض القصائد تجاوز سعرها 50 الف ريال اما في الوقت الحالي فان الشعراء سيبيعون باقل الاسعار ودون عشرة آلاف ريال لقصائد قوية ومميزة. وأضاف «الفترة المقبلة ستكون ذهبية لكثير من الشعراء المحتاجين الذين يبيعون قصائدهم وبعضهم يسوق لنصوصه الشعرية من خلال عرضها في محال الكوش والافراح والزفات، ويزودهم برقم هاتف آخر لا يعرفه احد حتى لا ينكشف امر هذا الشاعر في الساحة الشعبية» . وأشار إلى أن الشاعر الذي يبيع قصائده يعاني من خلال ما في تركيبة شخصيته، «بعض هؤلاء الشعراء لديه كثير من الابناء وراتبه لا يكفيه هو واسرته، الامر الذي يجعله يحاول بيع نصوصه الشعرية، الآن بامكان أي شخص ان يشتري الشعر وان يشتري عشرات القصائد بمبالغ بسيطة، بسبب الحاجة، وهذا الامر دفع عدداً من رجال الاعمال وابنائهم الى الاستشعار وادّعاء الشعر وأنهم يكتبونه منذ سنوات طويلة، ولكنهم لم يظهرونه وتجد النصوص الشعرية فيها حزناً وفقراً ومعاناة وأبناء بادية والذي يلقيها أو اشتراها تجده غنياً جداً فهناك تناقض كبير في هذه المسألة وأصبحت واضحة أمام الملأ» .