باتت الأوضاع في شبه جزيرة سيناء تمثل قلقاً كبيراً لدى المسؤولين المصريين، خصوصاً بعد توزيع بيان ممهور باسم تنظيم «القاعدة» تم تداوله أمس، ودعا إلى تحويل سيناء إمارة إسلامية. ونفى محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك أي وجود ل «القاعدة» في شبه الجزيرة، لكنه أقر بتوزيع بيان صادر عن جماعة مجهولة تطلق على نفسها «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء» قائلاً: «إن البيان تم توزيعه من قبل المجموعات المسلحة التكفيرية الموجودة في سيناء التي تستغل الوضع الأمني المتردي حالياً». وبدا أن تلك الجماعة التي تتهمها السلطات الأمنية بالوقوف وراء الهجوم على أحد أقسام مدينة العريش الجمعة الماضية، باتت تعمل بشكل علني من دون قلق من الملاحقة، وأثار البيان مخاوف في مصر من استغلال الغياب الأمني وتنفيذ عمليات عدائية في أماكن سياحية أو حيوية. وحمل البيان عنوان «بيان من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء» وتضمن بعض الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الدين الإسلامي هو دين الحق وأنه لا بد من اتباعه، كما أشار إلى نزع سلاح سيناء في اتفاقية «كامب ديفيد» و»محاصرة قطاع غزة لصالح الصهاينة»، وتساءل عن دور القوات المسلحة في إيقاف تهريب السموم إلى سيناء، كما تطرق إلى الظلم الذي يتعرض له بدو سيناء ونهب ثروات سيناء، وانتهى البيان بكلمة «كفانا جهلاً». وتزامن توزيع البيان مع قيام مجموعة مسلحة باقتحام مستشفى العريش العام، حيث توجد جثة الشاب الفلسطيني علاء المصري (19 سنة)، الذي قتل في عملية اقتحام مجموعات مسلحة لقسم شرطة العريش عقب صلاة الجمعة الماضية. وكان قسم «ثان في العريش» تعرض لهجوم بالأسلحة النارية في محاولة لاقتحامه، مما تسبب في مقتل ضابطي جيش وشرطة وأربعة مدنيين وإصابة 18 آخرين. وهاجم عشرات المسلحين الملثمين القسم وتبادلوا إطلاق النار مع أفراد الشرطة وحراس القسم، وهدم المسلحون جزءاً من تمثال للرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأشارت مصادر أمنية إلى أن تعزيزات أمنية في طريقها إلى مدينة العريش لبدء تطبيق منظومة أمنية تم إقرارها أخيراً للقضاء على الانفلات الأمني وكل مظاهر حمل السلاح والعنف ومحاولات استهداف منشآت شرطية وحكومية في العريش، وتوافدت قيادات أمنية على المدينة منذ أمس وعقدت لقاءات عدة للوقوف على تداعيات الأحداث التي شهدتها شبه جزيرة سيناء أخيراً ومتابعة وضع خطة أمنية لمواجهة كل المظاهر السلبية التي يعاني منها أبناء سيناء. واستنكرت الجماعة السلفية في العريش استخدام العنف كطريق للحوار على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف قسم شرطة العريش الجمعة الماضية. وقال قياديون سلفيون إن الجماعة تستنكر الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة على قسم شرطة العريش، والذي حاولت بعض وسائل الإعلام إلصاقه بالسلفيين. كما نفت الجماعة أي ارتباط لها بتنظيم «القاعدة». من جهة ثانية أفادت مصادر طبية وشهود عيان أن مجموعة مسلحة اقتحمت مستشفى العريش العام وهددت مسؤولي براد المستشفى بفتحه واختطفت جثمان فلسطيني من داخله، وقالت المصادر إن الجثمان هو للشاب الفلسطيني علاء محمد المصري. وتشير مصادر أمنية إلى أن التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية عقب أحداث الجمعة الماضية تدور حول الاشتباه في ضلوع المصابين الفلسطينيين الثلاثة بأحداث إطلاق الرصاص عشوائياً ومحاولة اقتحام قسم شرطة العريش. وأكدت بعض المصادر أن الفلسطيني علاء محمد المصري الذي لقي مصرعه أمس متأثراً بإصابته بطلق ناري في الرأس مساء الجمعة الماضية بالقرب من قسم العريش ، سبق أن دخل الأراضي المصرية يوم الخميس الماضي قبل اندلاع الأحداث بيوم واحد لزيارة شقيقته التي تدرس في إحدى الجامعات المصرية، كما ذكرت مصادر قريبة منه بعد دخوله مستشفى العريش.