أعربت دول عدة عن استعدادها لمساعدة بغداد في إيواء النازحين الذين فروا من المناطق التي أصبحت تحت سيطرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وفيما استبعد الحلف الأطلسي التدخل عسكرياً في العراق، ودعا إلى إطلاق الأتراك الذين يحتجزهم «داعش»، أعربت الولاياتالمتحدة عن استعدادها للمساعدة عسكرياً، ربما بشن غارات جوية بطائرات من دون طيارين، وتعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني محاربة الإرهاب. وحملت روسياالولاياتالمتحدة مسؤولية الفشل في بناء مؤسسات الدولة العراقية والجيش. أما بريطانيا فاستبعدت المشاركة في أي عمل عسكري، وأرسلت خبراء في الشؤون الإنسانية لدراسة أفضل الطرق لمساعدة النازحين. وكان لافتاً إعلان الخارجية الأميركية لم تفاجأ بهجوم «داعش»، مذكرة بأنها أعربت منذ أشهر عن «قلقها» من «التهديد الإرهابي» الذي يشكله هؤلاء المقاتلون على كل المنطقة. كما رفضت الحديث عن أي فشل لسياسة الغرب في العراق منذ أكثر من عقد. وعليه فان واشنطن «مستعدة» لمساعدة بغداد إزاء «عدوان» الإسلاميين، على ما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي التي أعلنت «زيادة في حجم المساعدة». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن واشنطن «تدين بشدة الهجمات الأخيرة التي شنتها الدولة الإسلامية في العراق والشام في العراق». وأكد أن «الولاياتالمتحدة ستدعم القادة العراقيين من جميع الأطراف السياسية في سعيهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية للانتصار في المعركة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأضاف أنه «عملاً بالاتفاق الإطار الاستراتيجي، سوف نواصل أيضاً ونعزز بحسب الحاجة المساعدة للحكومة العراقية للمساعدة على وقف مساعي الدولة الإسلامية في العراق والشام لنشر الفوضى في العراق والمنطقة، وذلك بشكل فاعل ومستديم». وفي مؤتمر صحافي في واشنطن، تعهدت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أن تبذل الولاياتالمتحدة «جهوداً أكبر لتعزيز قدرات شركائها في القضاء على التهديد الإرهابي من خلال تأمين التدريب والمعدات والدعم اللازم». ولدى سؤال أحد الديبلوماسيين الأميركيين عن ماهية المساعدة، أشار إلى «المزيد من الأسلحة». إلى ذلك، أكد روحاني اليوم أمس أن إيران «ستكافح «الإرهابيين» الذين شنوا هجوماً في شمال غربي العراق. ولم يذكر تفاصيل أخرى. وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الحكومي إن المتمردين «يعتبرون أنفسهم مسلمين ويدعون إلى الجهاد»، مديناً «الأعمال الوحشية» التي ترتكبها «جماعة إرهابية متطرفة». وأكد أنه سيرئس اجتماعاً للمجلس الأعلى للأمن القومي لدراسة الموقف. وحمل بعنف على الذين يقدمون الدعم إلى المتمردين معتبراً أنهم «يزرعون بذور العنف بنظريات سيئة». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري دعم طهران «الحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الإرهاب». في موسكو صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بأن تقدم المتمردين الإسلاميين في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضيه ويشكل فشلاً «تاماً» للتدخل الأميركي والبريطاني في هذا البلد. وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «ايتار تاس» إن «ما يحدث في العراق يعكس الفشل التام للمغامرة التي قامت بها أولاً الولاياتالمتحدةوبريطانيا ثم فقدتا السيطرة عليها نهائياً». وأضاف: «قبل 11 سنة أعلن رئيس الولاياتالمتحدة انتصار الديموقراطية في العراق ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع في شكل كبير». وزاد: «حذرنا منذ فترة طويلة من أن المغامرة التي أطلقها الأميركيون والبريطانيون ستنتهي بشكل سيء»، مشيراً إلى أن موسكو ليست مسرورة «لأن توقعاتها صدقت». وفيما استبعد الحلف الأطلسي التدخل العسكري في العراق، قال وزير العدل التركي بكير بوزداغ أمس إن الحكومة لا تسعى إلى تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق حيث يحتجز مسلحون 80 مواطناً تركياً رهائن. في لندن، قالت وزيرة الدولة للتنمية الدولية جاستين غرينينغ في بيان «إن مئات آلاف الأشخاص وبينهم نساء وأطفال اضطروا إلى الفرار من منازلهم فيما تمتد المعارك في شمال العراق». وأضافت إن الفريق الذي أرسل مساء الأربعاء مهمته «تقييم الوضع الميداني والتنسيق مع شركائنا». ومساء الأربعاء استبعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «أي تدخل عسكري بريطاني في هذه المرحلة». وقال: «تركنا العراق بأيدي القادة العراقيين المنتخبين مع قوات مسلحة ومع قواتهم الأمنية الخاصة وبالتالي فان إدارة الأمر تعود إليهم في المقام الأول».