في وقت بدأت في بريطانيا حملة يشارك فيها نواب من حزبي الديموقراطيين الأحرار والعمال لمساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا إلى المملكة المتحدة من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم، روى تقرير ألماني قصة معاناة أسر سورية فرّت إلى ألمانيا وما زالت تعاني للتأقلم مع واقعها الجديد. وفي بريطانيا، أفادت «حركة التضامن السورية»، وهي جميعة ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين في بريطانيا، أن «نواباً من حزبي الديموقراطيين الأحرار والعمال تحدثوا علناً ضد المعاملة التي يلقاها طالبو اللجوء أمام مركز الهجرة التابع لوزارة الداخلية في ليدز بمقاطعة وست يوركشاير». وأضافت الحركة أن «طالبي اللجوء السوريين واجهوا تأخيراً طويلاً في البت في طلباتهم، ما أرغمهم على العيش في فقر مدقع بإعانة قدرها 34 جنيهاً (فقط) في الأسبوع مع منعهم من مزاولة وظائف». ويخطط ناشطون سوريون وبريطانيون لتظاهرة في 16 حزيران (يونيو) الجاري احتجاجاً على عدم قبول الحكومة البريطانية استضافة أعداد أكبر من اللاجئين السوريين. ومن المقرر أن يشارك في هذه التظاهرة النائب فابيان هاملتون النائب عن إحدى دوائر مدينة ليدز، فيما حض زميله النائب غريغ مولهولاند الذي يمثّل أيضاً مدينة ليدز حكومة ديفيد كاميرون على التحرك بسرعة لمعالجة المشاكل التي يواجهها اللاجئون السوريون. وقال مولهولاند: «إنني أشعر بقلق بالغ، فاللاجئون السوريون بعد الأحداث الرهيبة التي واجهوها في بلدهم يواجهون هنا أيضاً في ليدز معاناة وتأخيراً كبيراً في انتظار بت طلبات اللجوء التي قدموها». وقال إنه كتب إلى وزارة الداخلية ليحضها على «ضمان معالجة» قضية طلبات اللاجئين السوريين. في غضون ذلك، نشر «المركز الألماني للإعلام» (جهة حكومية) تقريراً بعنوان «اللاجئون السوريون في ألمانيا ورحلة البحث عن الحرية» تحدث عن معاناة السوريين اللاجئين في أوروبا. وقدّم التقرير قصة اللاجئة «إيفين أمير» وهي «أم كردية (سورية) تركت المحبوبة حلب في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ألمانيا هرباً من الحرب ومن أجل مستقبل أفضل لطفليها». وتابع: «طفح الكيل بإيفين أمير وقررت مغادرة سورية على رغم تعلقها الشديد بمدينتها حلب. لم تعد لا هي ولا زوجها شرزاد راشو قادرين على مواصلة عمليهما، كما لم يكن ممكناً ترك طفلهما البكر وحده في المنزل في ظل أجواء الحرب». ونقل التقرير عنها: «الحياة أصعب عندما يكون هناك أطفال... مستحيلة (الحياة) بلا حليب ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء». وبما أنها كانت حاملاً بطفلها الثاني قررت العائلة الهرب عام 2013 والتوجه إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا. حاولت شقيقة إيفين، نسرين أمير دلبار التي تعيش في ألمانيا منذ سنوات، الحصول على إذن يسمح لشقيقتها بالهجرة إلى ألمانيا بصحبة عائلتها، لكنها لم توفق. «وهكذا ركبت شقيقتها إيفين في تموز (يوليو) 2013 سيارة حملتها إلى ألمانيا بعد أربعة أيام، فيما بقي زوجها وابنها في إسطنبول ... وبعدما وصلت إلى ألمانيا، التحقت إيفين بمركز إيواء اللاجئين في مدينة دورتموند غرب البلاد، حيث قدمت طلباً للحصول على حق اللجوء. واليوم حصلت إيفين على تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات» كما جاء في التقرير الألماني. سكنت إيفين (34 سنة) في بيت شقيقتها في البداية، وبعدما أنجبت طفلة حصلت على مسكن من ثلاث غرف في مدينة بون. وعائلة أمير ليست العائلة السورية الوحيدة التي هربت إلى ألمانيا، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين بحسب السلطات الألمانية 31 ألفاً منذ عام 2011 وحتى اليوم، على رغم أن تقارير أخرى تضع الرقم بحدود 40 ألفاً. وذكر تقرير «المركز الألماني للإعلام» أن الحكومة الألمانية قررت استقبال دفعتين جديدتين من اللاجئين السوريين، تضم كل واحد منها خمسة آلاف شخص. وأوضح أنه تمّ اختيار هؤلاء «بحسب معايير محددة، كأن تكون عائلاتهم مقيمة في ألمانيا. ومن دون تقديم طلب للجوء، يحصل هؤلاء على تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات». ويواجه اللاجئون السوريون في ألمانيا مشكلة التأقلم مع البلد المضيف، خصوصاً تعلم اللغة الألمانية. الطفل اللاجئ «آلان» البالغ من العمر ست سنوات «يذهب إلى الصف التمهيدي استعداداً للالتحاق بالمدرسة. مستواه في اللغة الألمانية لا يزال ضعيفاً». وينقل التقرير عن اللاجئة الكردية إيفين قولها وهي تنظر إلى ابنها الذي يلعب في حديقة عامة: «يمكن للإنسان العيش بحرية في ألمانيا (...)، هنا الأطفال يلعبون بسلام، لكن ذلك كان مستحيلاً في سورية».