اسطنبول - ا ف ب، رويترز -عين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في وقت متأخر من مساء الجمعة، قائد الدرك الجنرال نجدت اوزل رئيساً للاركان بالنيابة بعد استقالة رئيسها الحالي على خلفية خلاف خطير مع الحكومة، بينما تعاني تركيا من حالة من الارتباك داخل جيشها اليوم السبت بعد استقالة أربعة من أكبر القادة احتجاجا على اعتقال 250 ضابطا بتهمة التآمر على حكومة اردوغان. وعين الجنرال اوزل أيضاً قائداً لسلاح البر بعد استقالة قائده الحالي أيضاً مع قائدي سلاح الجو والبحر كما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية، نقلاً عن مرسوم لرئيس الوزراء والرئيس عبدالله غول. والمنصبان الجديدان اللذان تولاهما الجنرال اوزل، يبعثان على الاعتقاد بأنه سيعين قريباً خلفاً لرئيس أركان الجيش المستقيل الجنرال ايشيك كوشانر، بحسب الصحافة التركية. وباستقالة كوشانر ومساعديه اندلعت الجمعة أزمة سياسية عسكرية خطيرة في تركيا على خلفية خلاف مع الحكومة الاسلامية المحافظة بخصوص ترقية عسكريين كبار مسجونين في قضايا مخططات تآمر على النظام. ويتعرض الجيش التركي الذي كان يتعذر المساس به ولا يمكن الالتفاف عليه في الحياة السياسية منذ سنوات، لانتقادات واتهامات منها قضايا تآمر مفترضة بهدف الاطاحة بحكومة اردوغان الذي تعود جذور حزبه، حزب العدالة والتنمية، الى التيار الاسلامي. وتعتقل السلطات التركية 42 جنرالاً إضافة الى العشرات من الضباط العاملين او المتقاعدين في اطار تحقيقات في شأن مخططات عدة محتملة تهدف الى الاطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002. ويريد الجيش ان يتمكن هؤلاء الضباط من الحصول على ترقياتهم على رغم وجودهم في السجن في انتظار الانتهاء من محاكمتهم في حين تريد الحكومة احالتهم الى التقاعد. ومن بين هؤلاء جنرال كان يفترض ان يكون القائد المقبل لسلاح الجو. واستقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة التركية الجنرال اسيك كوسانير أمس الجمعة وقادة القوات البرية والبحرية والجوية ليخيم الغموض على ثاني اكبر قوة في حلف شمال الاطلسي قبيل انعقاد هيئة رئيسية مسؤولة عن الترقيات. وفي رسالة وداع "لاخوة السلاح" قال كوسانير إنه من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في عمله لأنه غير قادر على الدفاع عن حقوق رجال اعتقلوا نتيجة عملية قضائية فاسدة. والعلاقات بين الجيش العلماني وحكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها اردوغان والمحافظة اجتماعيا متوترة منذ توليها السلطة للمرة الاولى في 2002 بسبب انعدام الثقة في الجذور الاسلامية للحزب. ونشرت صحيفة صباح التركية موضوعا عن الاستقالات في الجيش بعنوان "زلزال أربع نجوم" وأشارت صحف أيضا إلى انتقاد كوسانير لتناول الإعلام لشؤون الجيش. وقال بيان كوسانير "حاولوا خلق انطباع بأن القوات المسلحة التركية منظمة إجرامية و.. شجع الإعلام المنحاز هذا الأمر بكل أشكال القصص الخاطئة والادعاءات وتشويه السمعة." وفي سنوات مضت كان يحتمل على نحو كبير ان يقوم جنرالات تركيا بانقلاب بدلا من الاستقالة لكن اردوغان انهى ماضي سيطرة الجيش من خلال سلسلة من الاصلاحات التي تهدف الى زيادة فرص تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وظهر خضوع الجنرالات بشكل جلي العام الماضي عندما بدأت الشرطة اعتقال عشرات من الضباط بشأن "عملية المطرقة" وهي مؤامرة مزعومة ضد حكومة اردوغان نوقشت في ندوة للجيش في 2003. وقال الضباط ان المطرقة هي مجرد مناورة حربية وان الدليل ضدهم تم تلفيقه. ويوجد حوالي 250 شخصية عسكرية حاليا في السجن بينهم 173 كانوا في الخدمة و77 متقاعدون. ومعظمهم محبوس بتهم تتعلق بالمطرقة. وقبلت محكمة أمس عريضة اتهام في مخطط عسكري مزعوم آخر وطلب ممثلو إدعاء اعتقال 22 شخصا بينهم قائد الجيش في منطقة إيجة وستة ضباط جيش آخرين برتبة جنرال وأميرال. ووصفت صحيفة (أقسام) التركية الأمر بأنه "عريضة اتهامات تسبب أزمة" في قضية يتهم فيها الجيش بإنشاء مواقع الكترونية مضادة للحكومة. وذكرت صحف أيضا أن اختلافات حول تعيينات كبيرة جديدة في صفوف الجيش دفعت الجنرالات إلى الاستقالة. واضعفت الاعتقالات المعنويات ونشرت مناخا من عدم الثقة والشك بين فيالق الضباط وكان كثيرون يتطلعون إلى كوسانير لاتخاذ موقف منذ تعيينه في اغسطس الماضي. ويوجد اكثر من 40 جنرالا في الخدمة اي حوالي عشر القادة الاتراك قيد الاعتقال بتهم تتعلق بمؤامرات مختلفة لاسقاط حزب العدالة والتنمية. وحدد اردوغان خليفة كوسانير امس الجمعة حيث اصدر مكتبه بيانا ذكر ان قائد قوات الامن الجنرال نجدت اوزال هو القائد الجديد للقوات البرية والقائم باعمال نائب رئيس هيئة الاركان. وقال البيان ان القادة الاربعة تقاعدوا ولم يذكر اسبابا. وقال ان اجتماعا مع المجلس العسكري الاعلى الذي يجتمع مرتين سنويا لتحديد التعيينات الرئيسية سينعقد كما هو مقرر يوم الاثنين موضحا ان اردوغان يتعجل الامر لاستعادة تسلسل القيادة وتقديم صورة بان الامور تجري بشكل معتاد.