كابول، واشنطن - رويترز - قال الرئيس الأفغاني حميد كارزاي امس، إن أفغانستان لن توقع اتفاق «شراكة استراتيجية» طويل الأمد مع واشنطن إلا إذا استجابت الولاياتالمتحدة للشروط الأفغانية بما في ذلك إنهاء عمليات الدهم الليلية للمنازل. ووعد كارزاي أيضاً بأن تتحمل أفغانستان نفقات قواتها المسلحة والشرطة، لكن الدخل المحتمل الرئيسي في واحدة من أفقر دول العالم سيأتي من احتياطاتها المعدنية التي مازال أمامها سنوات قبل استخراجها. وتتفاوض واشنطن مع الحكومة الأفغانية في شأن اتفاق يحدد معالم الدور الأميركي في أفغانستان على المدى الطويل بعد انسحاب القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي من البلاد بانتهاء عام 2014 وتسليمها المسؤولية الأمنية لقوات الجيش والشرطة الأفغانية. وقال كارزاي: «نجري مفاوضات في شأن الشراكة الاستراتيجية ووضعت أفغانستان شروطها». واستطرد قائلاً إن «القوات الأجنبية يجب أن تعمل في الإطار القانوني الأفغاني، يجب ألا يحتجزوا سجناء أو يدخلوا المنازل الأفغانية ليلاً كما يجب ألا يديروا سجوناً خاصة». وعمليات الدهم الليلية من أكثر التكتيكات إثارة للجدل التي تلجأ إليها القوات الأجنبية في حربها ضد مقاتلي «طالبان». ودافعت قوات حلف الأطلسي عن هذه الممارسات قائلة انه «لا يمكن الاستغناء عنها» لكنها ذكرت أنها تعمل على تحقيق مطلب كارزاي بأن يتم ذلك تحت قيادة أفغانية. وأضاف كارزاي: «لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكن لتتأكدوا أن ذلك سيحدث فقط إذا قبلت شروطنا». وأدلى كارزاي بهذه التصريحات خلال الاحتفال باستكمال المرحلة الأولى لنقل المسؤولية الأمنية من قوات الحلف إلى القوات الأفغانية والتي انتهت الأسبوع الماضي دون وقوع حوادث كبيرة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أموال عقد أميركي للنقل في أفغانستان قيمته 2.16 بليون دولار وصلت في نهاية المطاف إلى أيدي مقاتلي «طالبان». وهذا الكشف يبرز الصعوبة التي يجدها الجيش الأميركي في منع الأموال الهائلة التي تمول الحرب الأفغانية من الوصول إلى أيدي المقاتلين الذين يحاربهم في حرب لا تلقى تأييداً من الرأي العام الأميركي. وتنفق الولاياتالمتحدة في الصراع أكثر من ستة بلايين دولار في الشهر. ونبه مسؤولو «البنتاغون» مراراً إلى الحاجة إلى ضوابط مشددة على العقود الأميركية. وفي العام الماضي اعلنوا عن مهمة عمل للكشف عن أي تلاعب أو إساءة لاستخدام الأموال من جانب المتعاقدين الذين يدفع بعضهم إتاوات تحميهم من هجمات «طالبان». وقال الكولونيل ديف لابان الناطق باسم «البنتاغون» إن اكتشاف أمر تسرب تلك الأموال من عقد النقل أتى نتيجة لجهود مهمة العمل التي اعلن عن تشكيلها من قبل. وصرح بأن القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على الحرب الأفغانية تعمل على توقيع عقد جديد للنقل في أيلول (سبتمبر) المقبل.