دبي، واشنطن - رويترز، أ ف ب - وصف زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في شريط فيديو بثه موقع إسلامي على الإنترنت في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأظهر جنود مشاة البحرية الأميركية (مارينز) يتبولون على جثث أفغان بأنه «دليل على انحطاط الغرب يؤكد الحاجة إلى قتال قوات الصليبيين في البلاد».وقال في رسالة وجهها باللغة العربية عبر شريط فيديو آخر بثه موقع إسلامي: «فضح الله أميركا بهذا الشريط. هذه حقيقة الحضارة الغربية الصهيونية العلمانية وقيمها ونظرتها إلى باقي البشر عموماً والمسلمين، وهذا أسلوبها في التعامل معنا من خلال النفاق بإطلاق عبارات الحرية والكرامة والعدالة وغيرها من الألفاظ الرنانة والجذابة، في وقت تمارس الجرائم الأكثر انحطاطاً التي عرفها التاريخ البشري».وأضاف الظواهري: «أيها الأفغاني العزيز الشريف اتضح الطريق وبان السبيل، فإما أن تقف تحت راية الإسلام مجاهداً ومعيناً للمجاهدين بيدك ولسانك ورأيك وقلبك، وإما مواجهة إذلال الصليبيين».ولم يشر الظواهري إلى قتل جندي أميركي 16 أفغانياً في قندهار (جنوب) هذا الشهر، وحرق جنود آخرين نسخاً من القرآن الكريم في قاعدة بغرام العسكرية قرب كابول، ما أثار غضب الأفغان ضد القوات الأجنبية.في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام إجراء بلادها محادثات سلام مع حركة «طالبان»، على رغم إعلان الحركة الأسبوع الماضي تعليق هذه المحادثات.وقالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول: «طالبان قادرة وحدها على اتخاذ قرار في شأن أعمالها. نؤكد بوضوح أننا مستعدون لاستئناف المحادثات بهدف فتح طريق أمام محادثات تجمع الأفغان في ما بينهم».لكن كلينتون شددت على أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بعودة الشروط التي فرضتها «طالبان» على النساء قبل الغرو الأميركي لأفغانستان نهاية عام 2001.ودعت أيضاً «طالبان» إلى قطع علاقاتها مع تنظيم «القاعدة»، وأن تتخلى عن العنف وتتقيد بالدستور الأفغاني.وأكدت أن تغير دور الولاياتالمتحدة خلال سنوات المرحلة الانتقالية التي تسبق سحب كل القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول 2014، لن يعني توقفنا عن الدفاع عن الأفغانيات والعمل في شكل وثيق معهن».إلى ذلك، لمحت كلينتون إلى أن الولاياتالمتحدة في طريقها لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع أفغانستان يحكم علاقتهما المستقبلية، خلال القمة المقبلة للحلف الأطلسي (ناتو) في شيكاغو نهاية أيار (مايو) أو قبلها.وقالت: «حققنا تقدماً في الأسابيع القليلة الماضية»، في إشارة إلى توقيع البلدين اتفاقاً لنقل سجن بغرام الذي تديره الولاياتالمتحدة إلى السلطة الأفغانية، ما ترك عمليات الدهم العسكرية لمنازل الأفغان ليلاً الموضوع الشائك الأخير أمام التوصل إلى اتفاق.وأضافت «نتطلع إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق المداهمات الليلية، ونعمل على تذليل العقد للإفساح في المجال أمام اتفاق للشراكة الاستراتيجية».وفي كابول، صرح الرئيس حميد كارزاي بأن الحلف الأطلسي سيقدم 4,1 بليون دولار سنوياً حتى عام 2024 لتمويل الجيش الأفغاني، بعد مغادرة قواته القتالية نهاية 2014، ما يلمح إلى احتمال توقيع اتفاق مقبل في هذا الشأن.وقال مسؤول غربي في كابول إن هذا الرقم «أولي» للمبلغ الذي سيقدمه المجتمع الدولي لقوات الأمن الأفغانية، والذي سيتحدد خلال مؤتمر الحلف الأطلسي في شيكاغو. لكن مصدراً غربياً آخر كشف أن دولاً أعضاء في الحلف رفضوا المساهمة في المبلغ.وأوضح كارزاي أن أفغانستان «لا تحتاج فقط إلى دفع رواتب قواتها، لأنها ستستطيع فعل ذلك في يوم ما، بل تحتاج إلى رادارات وأنظمة دفاع جوي وقوات جوية وطائرات مقاتلة وللشحن ومروحيات، ومعدات حديثة أخرى لتحسين قدراتها الدفاعية». وسأل: «إذا قدمت الولاياتالمتحدة هذه الأموال، فهل تقبل أن نشتري طائرات من دول أخرى؟»