يسود هدوء مشوب بالتوتر في مدينة عمران، في شمال غرب اليمن بعد بضعة أيام من بدء سريان وقف لإطلاق النار بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وكان ما يقرب من 140 شخصاً قد قتلوا في اشتباكات على مدى ثلاثة أيام قرب مدينة عمران، حيث تحاول القوات الحكومية ورجال القبائل المتحالفة معها منع الحوثيين من السيطرة على المدينة منذ ما يقرب الشهرين. ويعاني اليمن إضطرابات منذ عام 2011 عندما دفعت إحتجاجات حاشدة الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي. واتخذ القتال بشمال اليمن منحى طائفياً وزاد إضطراب الأوضاع في البلد الذي تكافح من أجل التغلب على مشكلات كثيرة. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن اتفاق الهدنة يتضمن نشر مراقبين محايدين لمراقبة إستمرار وقف إطلاق النار كما يدعو الجانبين إلى وقف إرسال تعزيزات إلى عمران والإنسحاب من السجن المركزي وفتح الطريق الرئيسية بين عمران والعاصمة صنعاء. وأبرم الإتفاق بعد أن اشتد قتال بدأ الأسبوع الماضي وبعد أن لجأ الجيش اليمني للقوة الجوية لتوجيه ضربات قوية إلى مواقع المتمردين الحوثيين في عمران. وذكر سكان المناطق التي دار فيها القتال أن مساكنهم أصيبت بأضرار جسيمة وأن كثيراً من العائلات إضطرت للنزوح إلى محافظات أخرى. وتسلمت الشرطة العسكرية عدة مواقع من الجيش ومن المتمردي في المنطقة وأعادت فتح الطريق بين عمران وصنعاء تنفيذاً لإتفاق وقف إطلاق النار. وألقى الحوثيون باللائمة في القتال على عناصر من "حزب الإصلاح" في الجيش وفي إدارة محافظة عمران. ويقول مسؤولون حكوميون إن الحوثيين الذين يشتبكون مع القوات النظامية من آن إلى آخر منذ عام 2004 يحاولون إحكام قبضتهم على الشمال قبل إنتخابات العام المقبل في الوقت الذي يدرس فيه اليمن الإنتقال إلى نظام يمنح قدراً أكبر من الحكم الذاتي لمناطقه المختلفة. لكن الحوثيين المسلحين ما زالوا يسيطرون على الطرق إلى مدينة عمران ويسيرون دوريات في شوارعها. وذكر رجل من الأهالي أن الهدوء لن يعود إلى المدينة إلا بعد خروج الجيش والحوثيين منها. وعلاوة على القتال في عمران يواجه اليمن تهديداً من تنظيم "القاعدة" وتحدياً من إنفصاليين في الجنوب.