أعلنت إيران أمس، إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار كانت تحلّق فوق منشأة فردو النووية قرب مدينة قم جنوب العاصمة، مشيرة الى بدء نصب أجهزة جديدة للطرد المركزي «أكثر سرعة وفاعلية»، تُستخدم في تخصيب اليورانيوم، في حين اعتبرت فرنسا هذه الخطوة «استفزازاً». تزامن ذلك مع دعوة حسين شريعتمداري، ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران علي خامنئي في صحيفة «كيهان»، إلى شنّ هجمات على مكاتب شركات طيران أميركية وأوروبية، لرفضها تزويد طائرات مدنية إيرانية وقوداً. وشدد على وجوب تلقين هذه الشركات «درساً لن تنساه». وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) علي أقازادة دافساري: «المضادات الأرضية الإيرانية أسقطت طائرة تجسس أميركية كانت تصوّر منشأة فردو، بعدما كشفتها الأجهزة الأمنية». ولم يحدد تاريخ الحادث، لكنه أشار الي أن الطائرة التي كانت من دون طيار، حلّقت في أجواء مدينة قم وقرب منشأة فردو التي تُعتبر الأحدث في إيران للتخصيب. أتى ذلك فيما أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان «النشاطات النووية السلمية (الإيرانية) متواصلة، مع نصب أجهزة للطرد المركزي أكثر سرعة وفاعلية، من دون الاكتراث بالقيود التي يضعها آخرون». ورأى أن ذلك «يثبت نجاح إيران في نشاطاتها النووية السلمية»، مشيراً الى أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي «تشرف على هذه النشاطات، وتدرك أن نشاطاتنا النووية السلمية في تقدّم». لكنه لم يحدد أين وُضعت الأجهزة الجديدة. لكن باريس اعتبرت هذا الإعلان «استفزازاً جديداً»، وشددت على كونه «انتهاكاً جديداً لستة قرارات لمجلس الأمن وعشرة قرارات لمجلس محافظي الوكالة الذرية». وقال مهمان برست ان المدير العام للوكالة يوكيا أمانو «لم يطرح جديداً» أمام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال لقائهما في فيينا أخيراً. كما علّق علي اقتراح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته واشنطن قبل أيام «خريطة طريق» توضح «خطوة خطوة» الأسلوب الذي على إيران انتهاجه لحسم المسائل العالقة في ملفها النووي، وقال مهمان برست: «خطة لافروف لم تصلنا بعد، لكننا سندرسها حال تسلمها». في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري نية بلاده إرسال سفن إلى المحيط الأطلسي، الأمر الذي يُعدّ سابقة. وقال: «للبحرية مشروع لإرسال أسطول إلى الأطلسي، وتنتظر الموافقة النهائية» من القيادة الإيرانية. وأشار الى أن بلاده ستواصل إرسال سفن الى «البحر المتوسط وقناة السويسوجنوب المحيط الهندي والمياه الدولية الحرة». الى ذلك، دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد «دول المنطقة إلى عدم الانخداع بأميركا والكيان الصهيوني اللذيْن يلفظان أنفاسهما الأخيرة». وقال مخاطباً تلك الدول: «العالم يعلم أن إيران أضخم قوة عسكرية في المنطقة، وإذا تحدثنا عن شيء، فذلك من منطلق الصداقة ولمصلحتكم». وحذر «أعداء» بلاده من أن إيران «سترسلهم الى المشرحة».