«ابن طرَّاق»... نسيج روائي متجانس عن دار أثر بالتعاون مع الدار العربية للعلوم ناشرون، صدرت رواية «ابن طرَّاق» للروائيين بدر السماري ومحمد السماري. الرواية أتت في غلاف أنيق يحمل صورة للمصور السعودي مصلح جميل، وتتكون من 55 مقطعاً توزعت على سبعة فصول في 432 صفحة. تبدأ الأحداث في الرواية بمشهد موت بطل الرواية ابن طرَّاق في مشهدها الأول، والذي يمثل عميد أسرة، ورأسمالي مخضرم ورجل قيادي. وفاة ابن طرَّاق تفتح كل الأبواب على احتمالات متعددة وحيوات جديدة لرموز قادمين من ورثته أو من المحيطين له كرمز مالي و قيادي. تبدأ مرحلة جديدة تمثل أبناءه جبل وطرقي وزوجته فردوس وآخرين في محاولة للاعتلاء والوصول لمكانة ابن طرَّاق الراحل، لتمنح القارئ عالماً جديداً مليئ بالصراعات، يستنطق فيها الروائيان مكنونات ورغبات الأبطال الداخلية عبر صراعاتهم المالية والاجتماعية والعاطفية. تتميز هذه الرواية بالخوض في الحياة المحلية بكافة تفاصيلها ومناحيها، مكوَّنة نسيجاً روائياً متجانساً عبر تعدد الشخصيات والأبطال في الرواية لتجمع كل أطياف المجتمع السعودي. من المتوقع أن تثير الرواية كثيراً من الجدل، وتحقق مقروئية عالية بحسب رأي الذين اطلعوا عليها بخاصة أنها أتت بتوقيع مؤلفين، مما يعيد للاذهان تجربة جبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف في رواية «عالم بلا خرائط». حوار وردود في شأن علي عبد الرازق صدر عن دار جداول كتاب جديد بعنوان «حوار وردود حول: الإسلام وأصول الحكم»، ويتضمن أطروحة الشيخ علي عبدالرازق وردود الشيخ الطاهر بن عاشور والسيّد محمد الخضر. وتقوم أطروحة الشيخ علي عبدالرازق على أن الإسلام لا يملك نظاماً سياسياً محدداً يقتضيه الدين، بل نشأ هذا الانطباع عن التباسات تاريخية، ودعاوى من السلطة بشقيها الديني والسياسي؛ لكنه كما يقرأه الدكتور رضوان السيد في مقدمته للكتاب، وقع ضحية عدم التمييز بين القول بضرورة السلطة لسائر المجتمعات الإنسانية ومنها المجتمع الإسلامي، والقول بضرورة الخلافة باعتبارها نظاماً سياسياً محدداً يقتضيه الدين. لقد كان هدف الشيخ علي عبد الرازق في نهاية المطاف بطولياً حين دعا لإقامة أنظمة سياسية مدنية على مشارف زوال الخلافة الشكلية للدولة العثمانية. الدولة المدنية وحدودها ظلت ومنذ قرابة القرن على تأليف هذه الرسالة المفصلية في سجال مفكري الإسلام حول الشأن السياسي وما تبعها من ردود أفعال ملفاً ساخناً بين كل الأطراف، الإسلاميون وخصومهم والغرب الذي بدأ يعيد النظر في تقييمه للحراك الديني في العالم الإسلامي في أجواء مشابهة تماماً لولادة أطروحة علي عبدالرازق وسجال مجايليه له.