خذل الجمهور الروائيين محمد السماري وبدر السماري في عدم الحضور إلى أمسيتهما النقدية، تحت عنوان “رواية ابن طراق”، التي أقيمت أول أمس في مقر جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وقدمها الناقد محمد الخباز، وشارك فيها الناقد محمد العباس، ونظمها بالتعاون مع “الجمعية” ملتقى “الوعد الثقافي”. وعلى الرغم من أن المنتج الروائي الذي تشهده الساحة الثقافية السعودية كبير في السنوات الأخيرة، إلا أن حضور الأمسية لم يعكس ذلك، وخلت مقاعد قاعة المسرح في “الجمعية”، إلا من عدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع اليد، باستثناء أصدقاء الروائيين، ومنظمي الأمسية، ولم يمنع ذلك مقدم الأمسية وضيفها الناقد محمد العباس، إضافة إلى السماريين، من التحدث حول العمل الروائي، والإجابة على استفسارات وأسئلة بعض الحضور. وانتحى الخباز بعيداً عن الطرق التقليدية في تقديم الأمسيات، ولم يبدأها بتعريف الحضور بالضيوف وقراءة السير الذاتية، وإنما قسم الأمسية إلى ثلاثة أقسام، أتاح في قسمها الأول قراءة نقدية للعباس، وفي الجزء الثاني حواراً بين الروائيين والناقد والحضور، فيما كان القسم الثالث مخصصاً لتوقيع الرواية. طفرة إنتاجية انطلق الخباز من رواية “ابن طراق” إلى الرواية السعودية بشكل عام، وذكر أن الرواية السعودية تواجه طفرة إنتاجية، ما يتطلب “وقفة تأمل نقدية جادة، لفحص مسار الرواية خاطئاً، أو صحيحاً”. نجاح الروايات إعلامي وأوضح الناقد محمد العباس، في رده على سؤال “الشرق” عن كثرة الإنتاج الروائي، أن: الاشتغال الروائي يتضمن الهواجس والآليات ذاتها، مبيناً أن “النجاحات في عمل روائي ما أتت بسبب رافعة إعلامية ما”، مشبهاً ذلك ب”نجاح أغنية لمطرب في وسط ألبوم غير ناجح”. وقال: إن ذلك ينطبق على الروائيين، وخصوصاً من لديهم أكثر من رواية”، مضيفاً أن القارئ الجيد يهتدي إلى الرواية الجيدة. وقلل من قيمة “الإنتاج الروائي الكثير” موضحاً: يوجد منتج شعري وقصصي وأفلام أكثر من الرواية، لكن ذلك لم يتصدر المشهد الإعلامي. وأسهب العباس في قراءته لرواية “ابن طراق”، معرجاً على جوانب العمل المختلفة، وخصوصاً شخصيات الرواية. ووصف بطل العمل “ابن طراق” بالسلطة المتغطرسة، والشمولية والبطريركية، وذكر أن السرد في الرواية استجاب إلى “انفعالات انحرافية”، نافياً أن تكون الرواية سيرة ذاتية، لكنها تقود إلى هذا الجانب. وقال إن الروائيين “عبرا عن آرائهما تجاه الحياة في الرواية”، كما أن الرواية تقوم على “رؤية استقرائية، وأن ابن طراق صورة للذاكرة مكبرة عن المجتمع، من معتقدات وأوهام وقيم”. ورأى أن “الرواية تكتفي بتقديم شرائح اجتماعية من دون عمق وبحث فيها”، إضافة إلى أن “شخصياتها متقلبة وشبقية وقليلة العاطفة”. ورأى في “ابن طراق” أنها: ملامسة لجوهر الثلاثي المحرّم “الجنس والسياسية والدين”، على خلاف كثير من المنتج الروائي السعودي، الذي “يرفع عناوين مثيرة، لكنها لا تتناول هذا التابو”، وقال إن “الرواية مليئة بجرعات عالية من الحسية، كما لامست مناطق خطرة في المجتمع”.
عمل ثانٍ للسماريين وكشف محمد السماري ل”الشرق” أن الفترة المقبلة ستشهد عملاً مشتركاً ثانياً، إلا أنه لم يحدد بعد متى ستكون الانطلاقة. وأوضح أن فكرة الرواية تولدت من خلال اجتماعات، وأن الفكرة خرجت من بدر السماري. وقال بدر السماري عن التجربة: من الصعب كتابة رواية عاطفية من قبل كاتبين، مضيفاً: اختلفنا في كثير من التفاصيل، ولكن المخطط الأساسي للرواية بقي على حاله بنسبة 60%، والبقية خرجت أثناء الكتابة. وتطرق محمد وبدر السماري إلى عملهما، فأجابا على أسئلة مقدم الأمسية والحضور، وقال بدر السماري في رده على مسألة غياب الجيل المتمرد في الرواية: إن العمل يتحدث عن ابن طراق وزمنه، وسجلت محاولات للتمرد، لكن الغلبة انتهت لصالح ابن طراق وطرقته، مضيفاً: وجدت بوادر رفض، وظهرت في آخر العمل. ثقافة | محمد العباس | ندوات