حذر اختصاصيون اجتماعيون ونفسيون، من ارتفاع معدل المشكلات الاجتماعية بين الشباب، وتحديداً الجريمة، بسبب الفراغ «الطويل» خلال الإجازة الصيفية. وأكدوا على ضرورة تفعيل دور اللجان الاجتماعية، وبحث المشكلات الأسرية، والتواصل مع الأسر، لافتين إلى أن «وقت الفراغ قد يخلق أجواءً أسرية مشحونة. ويرفع من وتيرة الخلافات العائلية، خصوصاً لمن لا تتاح لهم فرص السفر». كما حذر أطباء من حوادث الإيذاء، التي تقع في المنازل، نتيجة «الفراغ، والجلوس لساعات طويلة أمام التلفزيون والألعاب الالكترونية». وأوضحت الاختصاصية النفسية مريم الرومي، ل «الحياة»، أن «عدم شغل وقت الفراغ، بما هو مناسب، يؤدي إلى تزايد حوادث الإيذاء، وكذلك المشكلات الأسرية، لقلة الانشغال خلال النهار، إذ تصبح سمة بارزة عند البعض، لذا تلجأ مراكز التنمية الأسرية والاجتماعية، إلى عقد جلسات مكثفة وحلقات توعوية حول ما يمكن أن يحدث نتيجة الفراغ، إذ يشعر البعض بالملل، فيبدأ بافتعال مشكلات لا داعي لها. كما يقوم بعضهم بتقليد ما يشاهدونه على التلفزيون». واستشهدت بعض الأطفال، وحتى المراهقين، الذين «لا يحتملون فترة الإجازة، خصوصاً، أن منهم لا تتاح له فرصة السفر والترويح عن النفس، فيجدون ضالتهم في افتعال مشكلات، التي قد ينجم عنها أذى، وربما تشوه. وهذا ما حصل قبل خمسة أيام، إذ تعرضت طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، إلى ضربة في عينها، نتيجة اللعب بطريقة خاطئة، والشغب بين الاخوة، وعدم انتباه الأم». بدوره، أشار الاختصاصي النفسي الدكتور عادل العمر، إلى أن حوادث الإيذاء الناجمة عن وقوع خلافات بين أفراد الأسرة، تكون «أكثر حدوثاً في هذه الأيام، لعدم التكيف مع وقت الفراغ في شكل مناسب. فبعض حالات العنف الأسري يتم تحويلها إلى الجهات الأمنية»، مضيفاً ان «الفراغ جريمة، ويتطلب طرقاً وقائية لتلافيه. والأمر يتطلب الانتباه والحرص من قبل الآباء، وتشديد الرقابة على أبنائهم، ومعرفة كل ما يدور حولهم، خوفاً من الانجراف وراء السلوكيات السلبية والتصرفات اللا أخلاقية»، مشيراً إلى أن نسبة الاستشارات النفسية والأسرية «ترتفع في هذه الفترة، بخلاف بقية أيام السنة»، منوهاً إلى الدور التي يقوم به مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر في المنطقة الشرقية، بتقديم الاستشارات، والتواصل مع الأسر من خلال «الخط الساخن»، الذي يتلقى عدداً كبيراً من الشكاوى.وقال: «نقدم استشارات، ونحاول التوصل إلى حلول جذرية، خوفاً على الأسر من حوادث الإيذاء، سواءً على مستوى الأبناء أو الأزواج». وأكد طبيب الأسرة والمجتمع فايز المزين، على أن حوادث الإيذاء، خلال فترة الصيف «تنمو في شكل واضح، مثل وقوع الأطفال، والضرب والعنف بين الأخوة، وعنف الآباء، وأشكال أخرى»، مضيفاً «توضح إحصائية تصدر سنوية في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، تزايد حول هذه الحوادث».