مع تطور العملية التقنية وتتابع استخدام التكنولوجيا وخاصة الحاسوب نجد في أغلب المؤسسات أقسام أو إدارات خاصة بالدعم الفني.., وهو قرار حكيم حتى لا يتوقف العمل .., ولكن رغم تزايد المشاكل الاجتماعية وخاصة بين الأزواج لم نجد اتساعا في عملية الدعم الاجتماعي والتثقيف الأسري بحيث نجد كل طرف قادرا على فهم حقيقة الموقف الاشكالي الذي يعيشه.., نعم الكثير من المشاكل الأسرية تعود لكون الطرفين أو أحدهما يعتقد ان الخطأ في الآخر، وليس فيه والنتيجة أن كل واحد يواجه الموقف بروح صاحب الحق وليس بروح الباحث عن الحق.. في كثير من حالات الطلاق كان يمكن ان لا تقع فيما لو أدرك الطرفان أن الحياة تكامل وليس تبعية.., إن بناء أسرة ناجحة يعني قدرة على التنازل المتبادل وليس فقدانا لهوية الآخر رجلا كان أم امرأة.., أيضا يلاحظ في كثير من المشاكل الاجتماعية أن بعضنا يتعامل معها باعتبار أنها موقف فيما هي معطيات وتكوين شخصية برزت في موقف أو آخر.., مما يعني معه أن تلك المشاكل سوف تعود مرة أخرى في مواقف مشابهة لأن العلاج حينها كان أشبه بالمسكن الذي لامس سطح الجرح ولم يبحث في جذور المشكلة.. والمتابع للمشهد الاجتماعي يجد اتساعا في تمدد المشاكل الاجتماعية والنتيجة ارتفاع في نسبة الطلاق والتي باتت تؤرق المختصين الاجتماعيين، ولكن بقي الحال على ماهو عليه دون أن يصاحب ذلك توسع في الدعم الاجتماعي بالتثقيف النوعي والمناسب لمتطلبات المرحلة ولكافة الأطراف.. نعم نحتاج للتوسع في عملية الدعم الاجتماعي ليس للاصلاح بين الزوجين فقط بل لعلاج الخلل الاجتماعي ككل مثلا العلاقات داخل الأسرة ككل أي بين الزوجين وبين الأبناء ووالديهم والعكس وبين الاخوة وخلاف ذلك من مظاهر الخلل الاجتماعي والذي بات يتطلب دعما اجتماعيا مؤسسيا بالتوسع في إنشاء مكاتب الاستشارات الأسرية.., على أن يعمل فيها متخصصون اجتماعيون ونفسيون مؤهلون وليسوا مجتهدين من تخصصات أخرى.., ويمكن هنا أن تشارك وزارة الشئون الاجتماعية في فتح مكاتب أكثر مما هو حاصل مع إعطاء تراخيص لإنشاء تلك المكاتب لتكون ضمن منظومة الدعم الاجتماعي المؤسسي المتكامل المطلوب لحماية البناء الاجتماعي لمجتمعنا والذي بات ترهله يؤرق المتابع خاصة وأن كثرة المشاكل للفرد قد يتبعها ممارسات انحرافية أو أمراض نفسية قد يصعب علاجها خاصة وأن أغلبنا يتحاشى مواجهة الاعتراف بالمرض النفسي ويعلل مشاكله النفسية بمحاولات هروب متنوعة.., تزايد المشاكل الاجتماعية داخل منظومة الأسرة الواحدة قد يكون ضريبة ضغوط الحياة بما فيها من عوامل اقتصادية وتحولات ثقافية وتداخل الأدوار داخل الأسرة خاصة بين الزوجين، ناهيك عن برود العواطف في المنظومة الاجتماعية وسيطرة القيم الاستهلاكية وارتفاع معدل التنافس.., وخلاف ذلك مما أثر على الاستقرار الاجتماعي بشكل عام وداخل الأسرة بشكل خاص.. كل ذلك وغيره يجعلنا نؤكد على أهمية الدعم الفني المتخصص لمساعدة الأفراد على تجاوز أزماتهم الاجتماعية سواء كموقف أو خلل في الشخصية بأقل الخسائر الاجتماعية..