تواصلت أمس الاستعدادات لخروج مقاتلي «جيش الإسلام» وعائلاتهم، من مدينة دوما، آخر الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقيةلدمشق، وذلك غداة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الروس والنظام السوري من جهة و»جيش الإسلام» من جهة أخرى يقضي بالسماح بخروج مسلحيه إلى مدينة جرابلس شمال سورية، مع تسوية أوضاع الراغبين في البقاء بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة، اتبعه «جيش الإسلام» ببادرة إطلاق عددٍ من المختطفين إلى الشرطة العسكرية للنظام. وكانت وسائل أعلام النظام، أعلنت ليل السبت، أنه «تم تحرير الدفعة الأولى من المحتجزين لدى جيش الإسلام في دوما تنفيذاً للاتفاق»، وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أن «حافلة تقل على متنها عشرات المختطفين المحررين أغلبيتهم من الأطفال والنساء خرجت من دوما عبر ممر مخيم الوافدين، قبل أن تتوجه إلى صالة الفيحاء في دمشق حيث كان بانتظارها الآلاف من الأهالي والمواطنين». وكشفت الوكالة عن لائحة ضمت 74 اسماً قالت إنهم «من بين المحررين». وأوضحت أن «غالبية المختطفين المحررين كانت التنظيمات الإرهابية اختطفتهم من مدينة عدرا العمالية أواخر عام 2013، عندما اجتاحت المدينة». وأكدت أن «عملية تحرير المختطفين ستتواصل بالتوازي مع خروج جيش الإسلام وعائلاتهم حتى يتم تحرير كل المختطفين، وإعلان دوما خالية من الإرهاب». وأعلنت «سانا» أن 5 حافلات تقل العشرات من «جيش الإسلام» وعائلاتهم خرجت من دوما تمهيداً لنقلهم في إلى جرابلس. وذكرت أن عملية الإجلاء «زادت وتيرته في الساعات الماضية حيث تم تجهيز 31 حافلة تقل المئات لإخراجها عبر ممر مخيم الوافدين». ولفتت إلى أن «الحافلات يتم تجميعها في نقطة محددة على أوتستراد حرستا بانتظار تجهيز المزيد من الحافلات لنقلها دفعة واحدة في وقت لاحق إلى جرابلس تحت إشراف الهلال الأحمر السوري». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «عملية خروج المقاتلين وعوائلهم والمدنيين، من دوما استمرت أمس، على متن حافلات متواجدة في المدينة، والتي يجري خروجها في شكل متتابع»، وأوضح أنه «تم خروج نحو 26 حافلة، توقفت عند أطراف الغوطة، تمهيدا لانطلاقها نحو الشمال السوري». وتوقع «المرصد» أن يجري الإفراج عن مزيد من المختطفين المدنيين والأسرى من قوات النظام والمسلحين الموالين له لدى «جيش الإسلام». وكان «جيش الإسلام» وزع مناشير في دوما أكد فيها مغادرته المدينة في شكل كامل بعد استشارة أهل العلم والرأي، واستجابة للضغط الشعبي وضغط المؤسسات الثورية، نتيجة للقصف الهمجي الذي لا يحتمله أحد، وأنه مستعد لخدمة من يودون الخروج معه. داعياً من هم في سن الخدمة الإلزامية أن يخرجوا بعدما اشترط للنظام إعطاءهم مهلة لمدة 6 أشهر ومن ثم استدعائهم لأداء خدمة التجنيد الإجباري.