تسارعت التطورات أمس في مدينة دوما، آخر الجيوب التي كانت تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقيةلدمشق، اذ تصاعدت الخلافات بين مكونات «جيش الإسلام»، ما أدى إلى تعليق إجلاء الدفعة الرابعة من المقاتلين وعائلاتهم إلى مدينة جرابلس (شمال سورية)، واستدعى ذلك دخول روسيا مجدداً كوسيط بين النظام والجناح المتشدد في «جيش الإسلام» الذي يرفض الخروج من دوما، وسط معلومات عن تسوية جديدة تشمل الخروج مع مدينة القلمون ايضاً، مع تمديد المهلة للحسم. وكشفت مصادر متقاطعة أن المفاوضات التي تُجرى بين «جيش الإسلام» من جانب، والنظام والروس من جانب آخر، تهدف إلى الوصول ل «تسوية جديدة، تشمل دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق». علماً ان عدد مقاتلي «جيش الاسلام» في تلك المناطق يبلغ حوالى 14 الف شخص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي يضمن تنفيذه الروس ينص على «مغادرة الجناح المتشدد في جيش الاسلام إلى منطقتي الباب وجرابلس شمال شرق سورية، وأن تعمل سلطات النظام على إعادة تأهيل دوما، واستصدار وثائق لكل من فقد وثائقه الثبوتية، بالإضافة إلى إعادة الطلاب إلى مدارسهم، فيما يعمل النظام على تسوية أوضاع المقاتلين بعد تسليم أسلحتهم، بشكل كامل وبضمانة روسية كاملة، ويجري تأجيل خدمة التجنيد الإجباري للشبان المطلوبين لها، لمدة تراوح بين 6 إلى 10 أشهر، على ان يسمح لعناصر شرطة النظام الدخول إلى دوما بضمانة الشرطة العسكرية الروسية. وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» أفادت ب «تأخر إخراج الدفعة الرابعة من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما، على خلفية احتدام الخلافات في ما بينهم، ما اضطر الحافلات المعدة لنقلهم إلى مغادرة المدينة والتوجه إلى محيط ممر مخيم الوافدين». وأكدت أنه «لا توقف لاتفاق إخلاء دوما... الحافلات تقف قرب حاجز جيش النظام بانتظار العودة لاستكمال مهمتها». ورجحت وكالة روسيا اليوم (أر تي)، منح الطرف السوري- الروسي، مهلة جديدة للمسلحين للخروج من آخر معقل لهم في الغوطة. وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الجنرال يوري يفتوشنكو، أن «حوالى 4 آلاف مسلح خرجوا مع أسرهم عبر ممر مخيم الوافدين الإنساني في الغوطة، منذ بداية «الهدنة الإنسانية». وقال في مؤتمر صحافي: «بمساعدة ضباطنا، تم إطلاق سراح خمس رهائن كانت تحتجزهم جماعات مسلحة غير شرعية في دوما. ومنذ بداية المرحلة النشطة من عملية إجلاء المتطرفين من الغوطة»، مشيراً إلى أن «المدنيين يواصلون العودة إلى البلدات والمدن المحررة في الغوطة».