بدأت ظهر اليوم (الاثنين)، عملية اجلاء مقاتلين من «جيش الاسلام» مع أفراد من عائلاتهم من مدينة دوما آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا). وأوردت وكالة «سانا» «خروج دفعة حافلات من مدينة دوما على متنها عدد من إرهابيي جيش الإسلام وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس». وتتوقف الحافلات بعد خروجها عبر معبر الوافدين الواقع شمال دوما، عند نقطة تجمع تمهيداً لانطلاق القافلة الى مدينة جرابلس، الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة في محافظة حلب. ويأتي بدء خروج الحافلات غداة اعلان الجنرال في الجيش الروسي يوري ايفتوشينكو وفقاً لوكالة «انترفاكس»، التوصل الى «اتفاق مبدئي» لعملية «الاجلاء» من دون تحديد موعد بدء التطبيق. ولم يصدر «جيش الاسلام» حتى اللحظة أي تأكيد للاتفاق أو تعليق عليه، في وقت قال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن: «هناك محاولات لاقناع الجناح المتشدد في جيش الاسلام بعدم اعاقة الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الروس». ونشر «جيش الاسلام» على موقع «يوتيوب» أمس شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير. ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول: «باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها. من يريد أن يخرج فليخرج لكن لا يشوش علينا». ولطالما كرر قادة «جيش الإسلام» رفضهم أي حل يتضمن اجلاءهم الى أي منطقة أخرى، خلال المفاوضات مع روسيا. وعززت قوات النظام تمركزها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال عدم التوصل الى اتفاق مع فصيل «جيش الإسلام». وتركّزت المفاوضات على وجهة «جيش الإسلام» لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي. وبعد هجوم جوي عنيف بدأته في 18 شباط (فبراير) الماضي ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيّقت القوات الحكومية تدريجاً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت باجلاء مقاتليها من جيبي حرستا وجنوب الغوطة. وتم حتى أمس إجلاء أكثر من 46 ألف شخص، غالبيتهم الساحقة من بلدات كانت تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية. وشهدت دوما التي يقيم فيها عشرات الآلاف تدفق نازحين منها بشكل يومي خلال الاسبوعين الاخيرين إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم الى مراكز إيواء في ريف دمشق.