كابول، إسلام آباد - يو بي أي، أ ف ب، رويترز - اتفق الرئيس الأفغاني حميد كارزاي مع رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمعالجة قضية العنف على الحدود بين بلديهما. جاء ذلك بعد ساعات على بحث ممثلين عسكريين عن باكستانوأفغانستانوالولاياتالمتحدة في بيشاور التوترات على الحدود، والتي اقترح الجيش الباكستاني حلها عبر انشاء «هاتف احمر» للاتصال بكل قوات الأمن الافغانية، خصوصاً شرطة الحدود، وعقد اجتماعات دورية بين قادة محليين، وإجراء اتصالات بين قادة القبائل على جانبي الحدود. ونقلت وكالة أنباء «بي اي ان» الأفغانية عن مسؤولين قولهم إن «جيلاني اتصل بكارزاي لإبداء قلقه من العنف على الحدود، واتفقا على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمعالجة القضية كلف كارزاي وزير الدفاع عبد الرحيم ورداك مهمة تمثيل أفغانستان فيها». وتزعم افغانستان سقوط أكثر من 700 قذيفة مدفعية أطلقت من باكستان الشهر الماضي على أراضيها في ولايات ننغرهار وكونار وخوست وباكتيكا، وتسببها في مقتل أكثر من 50 شخصاً وجرح عشرات، وهروب عائلات كثيرة من المنطقة، فيما تقول باكستان إن «أكثر من 55 جندياً قتلوا في هجمات شنت عبر الحدود». وأشارت الوكالة الى ان كارزاي وجيلاني شددا على ضرورة أن يتخذ البلدان خطوات فورية لحل العنف عبر الحدود والحفاظ على علاقات جيدة بينهما. كما يجب أن يسعيا الى تأمين أمن دائم. وفي باكستان، نددت السلطات بالتصريحات «غير المسؤولة» التي ادلى بها رئيس اركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن، وأفادت بأن إسلام اباد قد تكون وافقت على قتل الصحافي الباكستاني سيد سليم شهزاد في ايار (مايو) الماضي، بعدما كتب مقالات في موقع «آسيا تايمز اون لاين» الاخباري في هونغ كونغ، تناولت العلاقات المفترضة بين تنظيم القاعدة والجيش الباكستاني. واعتبرت وزارة الاعلام الباكستانية ان ملاحظات الاميرال مولن «لا تساعد في حل هذه القضية» التي تخضع لتحقيق حالياً، علماً ان مولن علق على ما اوردته صحيفة «نيويورك تايمز» الإثنين الماضي في شأن ان مقتل الصحافي قد يكون جرى بأمر من جهاز الاستخبارات الباكستانية، بأنه لم يرَ شيئاً ينفي المعلومات عن علم الحكومة بذلك، «لكن لا أدلة ايضاً على ضلوع جهاز الاستخبارات الباكستاني، لذا أنا قلق جداً. وتوترت العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن منذ ان قتل عنصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور (شرق) مطلع السنة، ثم قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في ابوت اباد (شمال) مطلع ايار. ويتهم الأميركيون باستمرار بعض اجهزة الدولة الباكستانية، خصوصاً الاستخبارات، بدعم مجموعات اسلامية مسلحة يرتبط بعضها ب «القاعدة»، لكن الاميرال مولن المقرب من قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، يدعو الى التحلي بالصبر مع السلطات الباكستانية، التي يعتبر ان تعاونها ضروري لمكافحة «القاعدة» و «طالبان» الأفغانية في ملاذاتهما على الاراضي الباكستانية. وذكرت نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن هويته: «كل شيء يدل على ان الامر يتعلق باغتيال محدد الهدف ومتعمد، يرمي على الارجح الى اثارة صدمة في صفوف الصحافيين في باكستان وفي المجتمع المدني». على صعيد آخر، ارسل الجيش الباكستاني ألف جندي كتعزيزات الى كراتشي (جنوب)، حيث قتل 65 شخصاً في اعمال عنف إتنية وسياسية خلال الايام الثلاثة الماضية فقط، وأمر باطلاق النار اذا لزم الامر. واغلقت متاجر المدينة امس، وبقي السكان في منازلهم في الاحياء التي شهدت الاشتباكات، فيما دعا حزب «الحركة القومية المتحدة» المهيمن في المنطقة الى يوم حداد وتظاهرات للتنديد بأعمال العنف. وأبدى السفير الأميركي في باكستان، كاميرون مونتر، قلقه من تزايد انعدام الاستقرار في المدينة الذي تستخدم الولاياتالمتحدة مرفأها لنقل امدادات الى القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان والبالغ عددها 150 الف عنصر. وتلقى مسؤولية اعمال العنف على مناصري الشركاء السابقين في الائتلاف الحكومي «الحركة القومية المتحدة» و «حزب عوامي»، اللذين يمثلان مجموعات إتنية مختلفة. وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك، ان الحكومة تعلم هوية العناصر التي تقف وراء اعمال القتل، وقال: «نملك تسجيلات عبر الاقمار الاصطناعية في مناطق يقتل فيها ارهابيون ابرياء لزعزعة استقرار النظام الديموقراطي». وشبههم بحركة «طالبان» في مناطق القبائل (شمال غرب) التي تنفذ منذ اربعة اعوام اعتداءات دامية في انحاء البلاد. لكن الوزير لم يعلن عن عملية واسعة النطاق في هذه المدينة التي تعد 16 مليون نسمة والعاصمة الاقتصادية لباكستان، داعياً قوات الأمن الى تنفيذ «عمليات محددة الاهداف» ضد القتلة. وأعلنت جمعية حقوق الانسان في باكستان ان 490 شخصاً قتلوا في اعمال عنف منظمة حتى الآن هذه السنة، في مقابل 748 العام الماضي و272 عام 2009. وتعتبر حصيلة الشهور الستة الماضية الأسوأ في كراتشي منذ عام 1995، حين سقط 1742 قتيلاً.