كابول، واشنطن - يو بي آي، أ ف ب - نقلت وكالة «طلوع» الأفغانية عن الرئيس حميد كارزاي قوله أمام مجموعة من القيادات الدينية أمس، إن حكومته «ستجمِد محادثات السلام مع حركة طالبان» بعد اغتيال الرئيس السابق رئيس مجلس المصالحة الوطنية برهان الدين ربّاني في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي. وأشارت الى أن الاغتيال أقنع كارزاي بضرورة التركيز على الحوار مع باكستان. واعتبر الرئيس الأفغاني أن مجلس السلام عجز منذ تأسيسه نهاية العام الماضي عن إيجاد شركاء حقيقيين في الحوار مع «طالبان»، في وقت يستحيل العثور على قائد الحركة الملا محمد عمر. وسأل خلال الحديث «أين مجلس شورى طالبان؟»، كاشفاً أن الانتحاري عصمة الله الذي فجر نفسه داخل منزل رباني في كابول قدِم بصفته عضواً في هذا المجلس الذي لم يؤكد ذلك أو ينفيه، «لذا لا نستطيع التحدث إلا إلى باكستان». تزامن ذلك مع تصريح قائد أركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن أن «لا حل للنزاع في أفغانستان، ولا فرصة لعودة الاستقرار الى المنطقة من دون شراكة مع باكستان»، علماً انه كان اتهم الأسبوع الماضي إسلام آباد ب «تصدير العنف» الى أفغانستان من خلال دعم «شبكة حقاني». وقال مولن خلال مراسم تسليم خلفه الجنرال مارتن دمبسي مهماته: «نصحت دمبسي بأن يتذكر أهمية باكستان في هذا الأمر، وأن يسعى لتنفيذ أفضل مما فعلت في هذه العلاقة المخيبة، ولكن الشديدة الحيوية». ونبّه الأميرال مولن خلفه الى أن «التحدي الأكبر سيكون في أفغانستان»، حيث لا يزال ينتشر نحو 100 ألف جندي أميركي قبل نقل مسؤوليات الأمن الى القوات الحكومية بحلول نهاية 2014. وأضاف: «استراتيجيتنا جيدة ويجب أن نواصل العمل لتطبيقها»، داعياً الجنرال دمبسي الى «الحرص على ألا تعرقل آفة الفساد وانعدام الإدارة الجيدة للحكومة التقدم الأمني». وفي إطار التحقيقات باغتيال رباني، أعلن الناطق باسم مديرية الأمن الوطني (الاستخبارات) الأفغانية لطف الله مشعل اعتقال مشبوه رئيسي في العملية، مع مصادرة وثائق مهمة في حوزته بينها شريط فيديو وصور وتسجيلات صوتية سلّمت الى السفارة الباكستانية في كابول. وقال مشعل: «باكستان ملزمة بالتحرك بموجب التعاون المشترك والعلاقات الديبلوماسية مع أفغانستان». وكشفت الوثائق، بحسب المديرية، أن قادة في «طالبان» الأفغانية خططوا عملية الاغتيال خلال اجتماع عقدوه في حي راقٍ بمدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وتنفي باكستان وجود مجلس ل «طالبان» في كويتا، فيما تزعم الحركة أنها تعمل داخل أفغانستان فقط، وهي رفضت التعليق على اغتيال رباني. مقتل شرطيين باكستانيين وفي باكستان، قتل 7 من متطوعي الشرطة وجرح 10 آخرون في انفجار قنبلة يدوية الصنع جرى التحكم بها من بُعد على طريق في منطقة تورغار الجبلية بإقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب)، حيث يهاجم عناصر من حركة «طالبان» مسؤولين رسميين وقوات حكومية. وقتل 4700 شخص في باكستان منذ عام 2007 على يد عناصر «طالبان» او اخرى من تنظيم «القاعدة» يتمركزون في منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان.