ذكرت أوساط سياسية في صنعاء من الموالاة والمعارضة أن مفاوضات تجري بين الأطراف اليمنيين منذ أيام برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ودعم من السفير الأميركي جيرالد فايرستاين وأطراف خليجية، لتعديل المبادرة الخليجية بحيث تمدد الفترة الانتقالية التي سيتولى خلالها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحيات الرئيس علي عبدالله صالح، حتى موعد الانتخابات الرئاسية في (أيلول) سبتمبر 2013. وأضافت المصادر نفسها انه سيتم خلال هذه الفترة تشكيل حكومة وحدة وطنية من قبل أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» تتولى إدارة شؤون البلاد وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية لإجراء الانتخابات واستعادة سيطرة الدولة على كل المحافظات وإعادة ترتيب أوضاع المؤسستين العسكرية والأمنية. وأكدت ل «الحياة» مصادر في المعارضة أنها تدرس بجدية مقترحات الأمين العام، غير أنها تشترط نقل السلطة إلى نائب الرئيس قبل الدخول في حوار مع باقي الأطراف بما فيها حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم حول برنامج المرحلة الانتقالية ومدتها. وأضافت أن أحزاب «المشترك» تبحث حالياً في خيار تشكيل مجلس انتقالي تلبية لمطالب «شباب الثورة» المعتصمين في «ساحات التغيير» منذ شباط (فبراير) الماضي، في حال تعثرت كل الخيارات الأخرى نتيجة تعنت النظام. ورجحت المصادر عدم الإعلان عن تشكيل المجلس قبل أقل من أسبوعين، بانتظار التوصل إلى صيغة نهائية لهوية القوى التي ستشارك فيه وحجم تمثيلها، خصوصاً أن ذلك رهن بتفاهمات أخرى مع أطراف لا تشارك في اللجنة التحضيرية للحوار، ومع قوى وشخصيات فاعلة في المحافظات. على صعيد آخر، أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في تعز (260 كلم جنوب صنعاء) أمس أن مسلحي القبائل الذين يخوضون قتالاً ضد القوات الحكومية تصدوا لتعزيزات عسكرية كانت متوجهة إلى المدينة وأعطبوا عدداً من الآليات وحاصروا أخرى. وأضافت المصادر أن وحدات من الحرس الجمهوري قصفت لساعات عدة مواقع المسلحين بالمدفعية في مناطق القصيبا والأجعود والهشمة في مديرية التعزية، ما دفع بمئات الأسر إلى النزوح. وتشهد محافظة تعز منذ أسابيع مواجهات متقطعة بين قوات من الجيش ورجال قبائل معارضين للدولة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.