شهدت عدد من المدن اليمنية أمس الاثنين تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط بقايا النظام. وخرجت المسيرات في محافظات تعز وإب والبيضاء وصنعاء وغيرها للمطالبة بإسقاط بقايا نظام الرئيس علي عبدالله صالح وبسرعة تشكيل مجلس انتقالي. وشارك الآلاف ظهر أمس في مسيرة انطلقت من ساحة التغيير في صنعاء تضامناً مع نازحي أبين حيث يدور هناك قتال منذ أكثر من شهر بين مسلحين وقوات الجيش. ورفع المتظاهرون لافتات للتضامن مع نازحي أبين وتطالب بوقف القتال الذي تسبب في نزوح عشرات آلاف السكان وسقوط ضحايا من المدنيين. كما رفعوا لافتات ورددوا شعارات تطالب بإيقاف القصف المدفعي الذي تشنه قوات الحرس الجمهوري على بعض مناطق محافظة تعز ومديرية أرحب شمال صنعاء. كما خرجت تظاهرة في صعدة معقل ورفعت الجماهير عددا من اللافتات التي ترفض أي تنازل أو تراجع عن أهداف الثورة كما هتفت الجماهير ضد التدخلات الخارجية . وفي تعز خرج عشرات الآلاف ينددون بالقصف الذي يطال المدينة وضواحيها. وعاشت المدينة على أصوات الانفجارات جراء قصف مكثف على ساحة الحرية ووصل القصف إلى قرى ريفية في مديريتي شرعب والتعزية. متظاهرون يطالبون بتنحي الرئيس ووقف العنف بشكل فوري. (أ.ب) وأعطب مسلحون عددا من الآليات العسكرية ، خلال تجدد المواجهات مع قوات الحرس بشارع الستين وفي قرى المسنح والأجعود بمديرية التعزية . وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان والمركز القانوني لمناصرة الثورة وفريق منظمة هود في تعز في بيان له أن قصف القرى والأحياء السكنية يُمثل جريمة ضد الإنسانية وعقاب جماعي مرفوض ومستهجن ، وان ترويع المواطنين جريمة يجب أن لا تمر دون عقاب . من جهته، قال معارض يمني أمس بان القوى المتصارعة في اليمن بين خيارين لا ثالث لهما، اما التصالح والتسامح والإقرار بانتقال السلطة، وقبول كل الأطراف بالمشاركة في بناء الدولة المرجوة، وإما الصراع المدمر الذي يكون الكل فيها مهزوماً بمن فيهم من يكسب معركة. وقال الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية الدكتور محمد عبد الملك المتوكل اثر اجتماعات تجريها المعارضة "اللقاء المشترك" بغرض تشكيل مجلس انتقالي "كانت المشكلة المعيقة للدخول في حوار هي قرار السلطة القائمة بأن السلطة الكاملة قد انتقلت إلى الرئيس بالنيابة اللواء عبد ربه منصور هادي". من جانبه، وصف طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي المجلسَ بالانقلابي: "هو سيكون مجلس انقلابي ولن يكون له شرعية على الإطلاق ويسعى إلى إثارة الفوضى والتخريب". واتهم طارق الشامي مسؤول الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم مشروع المعارضة بأنه سيشجع وجود القاعدة في اليمن"وإثارة الفوضى لأنه سيشجع القاعدة لتكون أكثر قوة". من جانب أخر حذر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي من كارثة غذائية في اليمن جراء انقطاع المشتقات النفطية والكهرباء وارتفاع مخيف في أسعار السلع والخدمات. وقال المركز إنه أجرى دراسة ميدانية حول الأوضاع المعيشية للمجتمع اليمني وتوصل إلى أن عشرات آلاف الأسر الفقيرة دخلت مرحلة الجوع وهي عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات الغذاء الأساسية. وأضاف المركز أن الارتفاعات المتواصلة في الأسعار تضع صعوبات في وصول 9 ملايين من اليمنيين الفقراء للغذاء، محذرا مما سيخلفه ذلك من أضرار نفسية واجتماعية مستقبلية لن تتجاوزها اليمن خلال فترة قصيرة. ودعا المركز الأطراف التي تمسك بالسلطة بتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية تجاه حالة الانهيار التي يتعرض له الاقتصاد اليمني، والحالة المأساوية التي تتعرض لها الأسر اليمنية الفقيرة، مطالبا عناصر الجيش المسيطرة على منافذ المدن والعقلاء من أبناء القبائل بالسماح بدخول المشتقات النفطية إلى المدن.