لم يعجبني النجم الكبير ماجد عبدالله في حواره مع بتال القوس، لأنني بصراحة لم أستوعب ما يريده بالضبط. فتارة يقول إن فلوس حفلة الاعتزال لا تهمه على الإطلاق، وبعد برهة يؤكد أن الأمير فيصل بن تركي وعده بمبلغ من العوائد، لكنه لم يفِ بوعده، وتارة يسقط بأن الأمير شاب، ولم يصب بعد ب«الزهايمر»، وبعد دقائق يثني على تكفل الأمير بحفلة الاعتزال! وحيناً يزعم بأن الحفلة حققت أرباحاً، وعندما يفند مداخيل الحفلة، تقل تلك المبالغ كثيراً عن مجمل المدفوع، أما القشة التي قصمت ظهر البعير، فهي قوله إنه لو كان يعلم أن الحفلة لن تحقق أرباحاً، فإنه كان سيتراجع عن إقامتها! وحمداً لله أنه لم يتراجع وإلا كان موضوع هذا الاعتزال قضيتنا الدائمة وقضية الأجيال المقبلة. لست منحازاً في هذه القضية إلى الأمير كما يبدو للقارئ، بل أحاول بكل موضوعية وضع نفسي مكان ماجد عبدالله، وفي كل الأحوال أجد أن ماجد أخطأ كثيراً في تلك المقابلة، على الأقل من الناحية الإنسانية. ولنفترض أن الأمير فيصل وعد ماجد بالفعل «وهنا أصدق ماجد»، ولكن ألا أخجل قليلاً حين يأتي ريال مدريد بكل أبهته وبعد ثلاثة عشر عاماً من ترك الكرة وبتسويق جماهيري رائع وحفلة اعتزال تعد الأفخم في تاريخنا مع عشرات من الهدايا التي وعلى حد علمي تزيد على قيمة (سيارتين) وبضعة «أرانب»، وبعد هذا كله أتنكر لهذا الجميل، فمن هو حقاً من أصيب بالزهايمر؟ مع ملاحظة أن الهدايا الشخصية لا يمكن فصلها عن فضل من تبنى الحفلة، فلولا المناسبة لما جاءت الهدايا لماجد من كل حدب وصوب! الذي أعلمه من بعض المصادر، أن خسائر حفلة ماجد بلغت أربعة ملايين أو تزيد قليلاً، وهكذا كانت خسائر اعتزالات الثنيان وسامي والتمياط وإدريس، أي انسوا أن لتلك النوعية من الاحتفالات أي أرباح، وإلا لتسابقت فرق إندونيسيا وغواتيمالا وجيبوتي على استضافة كبرى الفرق العالمية، ولكن وحدنا من يخسر في سبيل التكريم ومع هذا يغضب البعض بل يريد عوائد. ولأنني من عشاق هذه الأسطورة التي أسموها بجوهرة آسيا وممن هتفوا طويلاً لمن «كسر صيني واثنين وثلاثة»، أتمنى ألا يكسر تاريخه بلقاءات موغلة في التناقض، وألا يكسر خاطر من أقاموا له حفلة اعتزال بعد أن تنكر له البقية مدة تزيد على عقد! [email protected]