تتكرر المواقف في عالم المجنونة على الدوام، فهي لا تعترف بالأسماء، أو حتى من يحرك الملايين من أجل البطولات، وبالأمس القريب عاد الفريق الأهلاوي إلى الواجهة، التي مكنته من تأكيد أن العمل الذي يقدم فيه، هو عمل حضاري، وأن الأهلاويين صبروا إلى أن فاض صبرهم، لكنه صبر مدروس، ونحن نعرف أن الذين يصبرون كثيرين، لكنهم ينتظرون أن تمطر عليهم السماء ذهباً فيضيع صبرهم هباء، من دون أن يأتيهم، ومن نعنيهم كثيرون، ويمكن سردهم في قائمة موثقة، لكن من صبر مثل الأهلي فهم القلة، والنماذج التي يجب أن يقتدي بها. بالأمس كان الاتحاد يضرب بقوة أمام النصر، ثم الهلال، بينما الفريق الأهلاوي يسير إلى النهائي بالبركة، وعندما وصل النهائي كان الخصم الفريق الاتحادي، الذي من الصعب قهره، كنا نعتقد أن المباراة اتحادية، لا تحتاج إلى جهد، فالفريق الأهلاوي مذبذب المستوى وغير مستقر، بينما الاتحاد جاهز، وليس هناك شك في أن كعبه عالي وتصميمه قوي، لكنها كرة القدم لا تقبل الفرضيات، فقّدم الأهلي واحدة من أجمل المباريات، ولم ينحنِ أمام الاتحاد، وكما أنه كان على وشك انتزاع الفوز في الوقت الأصلي، لكن الإثارة جعلت من الأهلاوية يشعرون بقيمة الفوز على الاتحاد، وقبله الفوز بكأس البطولة، وهذا يؤكد أن مسائل الترشيحات المسبقة لا تكون مجدية. ومن المباراة إذا صدقت الأخبار أن لاعب الفريق الأهلي حسن الراهب، هو الذي احتك مع مدرب الفريق أليكس قبل نهاية المباراة، بسبب رغبة اللاعب في النزول للملعب ومشاركة الفريق، وهو تصرف خاطىء واجزم أن مثل هذه التصرفات، تفقد المدرب توازنه وتشل تفكيره، ويتسبب اللاعب في خسارة الفريق، لذلك يجب مع فرحة الفوز وبعيداً عن مقولة عفا الله عما سلف، يجب أن يتم معالجة الموضوع حتى لا يتكرر من اللاعب أو غيره، والحقيقة أن مدرب الفريق الأهلاوي كان واحداً من نجوم الفرقة الأهلاوية بهدوئه منقطع النظير، وقراراته الحاسمة التي اتخذها في المباراة. أما في الاتحاد، فإن الخسارة ربما أحدثت شرخاً كبيراً لا يندمل بسرعة، ما لم يتم إيجاد حلول سريعة، والاتحاد كان العمل فيه جماعياً إدارة ولاعبين وجماهير، ومسألة اختزال الاتحاد في لاعب حتى لو كان نجماً، أو في رئيس ناد حتى ولو كان سخياً، أو في رئيس رابطة للمشجعين لن تحل مشكلة الاتحاد الذي كلما سار على الطريق وجد من المطبات ما يؤخره، بسبب بعض المعتقدات الخاطئة في عملية اختزال عميد الأندية، في أشخاص محددين مما يجعل النادي يعتمد على المزاجية، أقول هذا بمناسبة الاصرار على أن يتولى منصور البلوي رئاسة النادي، وتهميش عدد من رجال الاتحاد، ليعلن الرجل أنه سيترك الوسط الرياضي عن بكرة أبيه سواء برغبته، أو بسبب أي شئ آخر، فهي فرصة الآن لبناء الاتحاد بأسلوب جديد بعيد عن الأمور الشخصية، وأن لا ينتظر الاتحاد العمل المزاجي مع الاحترام للجميع. [email protected]