علمت «الحياة» أن أعضاء في خلية «تريم» التابعة لتنظيم «القاعدة» هاجموا سجن حضرموت ما سمح لحوالى 63 من موقوفي التنظيم بالهرب من البوابة الرئيسة للسجن. وكان مجلس الأمن دعا جميع الأطراف في اليمن إلى «التقيد بأقصى درجات ضبط النفس والانخراط في الحوار السياسي الشامل». وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن لجنة أمنية باشرت التحقيق في عملية فرار سجناء «القاعدة» من السجن المركزي في المكلا بمحافظة حضرموت، وذكرت السلطات اليمنية أنهم حفروا نفقاً بطول 35 متراً تحت الأرض، وتمكنوا من الهروب عبر ذلك النفق. وقال مصدر أمني في المحافظة لموقع «سبتمبر. نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية «تم توقيف مدير السجن ونائبه وعدد من الجنود على ذمة التحقيق في عملية هروب السجناء». غير أن الروايات تبدو متضاربة في شأن كيفية هروب السجناء وقالت مصادر ل «الحياة» إن عملية الهرب تبعت هجوماً شنه مسلحون من «القاعدة»، تمكنوا على إثره من اقتحام السجن الواقع في رأس هضبة جبلية مرتفعة قليلاً في منطقة «جول الشفاء» شمال شرقي المدينة، وفتحوا الباب أمام السجناء للهروب، وليس عبر نفق أرضي، كما قالت السلطات اليمنية. وأكدت المصادر ذاتها أن المهاجمين اشتبكوا مع الجنود المكلفين الحراسةَ أمام البوابة الوحيدة للسجن، وقتلوا عدداً منهم، قبل أن يتمكنوا من اقتحامه وفتح الأبواب أمام السجناء، الذين دين عدد منهم ب «ارتكاب أعمال إرهابية»، وحكم عليه بالإعدام، بينما حكم على بعضهم بعقوبة الحبس لمدد تراوح بين 4 و10 سنوات، إضافة إلى 4 أفراد آخرين لم يُقدموا إلى المحاكمة بعدُ، في حين كانت السلطات اليمنية أفرجت عن شخصين على الأقل، خلال الأسبوعين الماضيين. وعلمت «الحياة» أن من بين السجناء الفارين مقاتلين شاركوا في عمليات ضد الجيش الأميركي في العراق، كانت السلطات السورية أوقفتهم أثناء عودتهم، ثم نقلوا إلى اليمن خلال عام 2008، ويبلغ عدد هؤلاء 14 شخصاً، ظلوا رهن الاحتجاز من دون محاكمة حتى أواخر عام 2010، حيث قدموا للمحاكمة أمام محكمة مختصة في قضايا الإرهاب قبل أن تصدر حكمها بإدانة الجميع بالتهمة نفسها وقضت بحبسهم جميعاً أربع سنوات تبدأ من تاريخ القبض عليهم. وكان موقع وزارة الدفاع اليمنية ذكر أن الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت تمكنت من القبض على اثنين من الإرهابيين الفارين بعد ساعات من الحادثة، بينما قتل ثلاثة آخرون أثناء محاولة أجهزة الأمن القبض عليهم، وأضاف أن القتلى الثلاثة يتبعون خلية «تريم» الإرهابية، وأن اثنين منهم محكوم عليهما بالإعدام. يشار إلى أن خلية تريم «الإرهابية» هي مجموعة من أخطر عناصر «القاعدة»، مكونة من 16 شخصاً، بينهم أربعة سوريين وسعودي واحد، ألقي القبض عليهم عقب معارك شرسة وقعت في مدينة تريم وكان يقودها شخص يدعى حمزة القعيطي، يُقال إنه كان المسؤول العسكري لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، قتل خلال تلك المواجهات، واعتبر مقتله نصراً كبيراً لأجهزة الأمن اليمنية وضربة موجعة لتنظيم «القاعدة» في اليمن. وقتل شابان يمنيان معارضان في حادثين منفصلين أمس في عدن بعد يومٍ دامٍ شهدته المدينة عندما فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة وسط تجمع لقوات الجيش، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود. وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» مقتل الشاب فهمي الفروي أحد منظمي الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، في ساحة الاعتصام في حي المنصورة بعدن، عندما أطلق عليه مسلحون الرصاص، بينما كان ينظم الحصول على النفط عند محطة بالقرب من الساحة. وكانت عدن شهدت الجمعة، يوماً دامياً حين أقدم انتحاري ينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، على تفجير سيارة مفخخة وسط موكب عسكري في جولة كالتكس، وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة 10 آخرين، كما أصيب مدني، على الأقل، وفق مصدر أمني. وقال مصدر أمني إن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة هوية الانتحاري، في حين قالت ل «الحياة» مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة» إنه يحتمل أن يكون الانتحاري، الذي فجر نفسه هو أحد السجناء الذين أطلق سراحهم أخيراً، ويدعى «سعد محمد علي الحميدي (28 سنة)»، وكنيته «أبو عائشة». وأضافت المصادر أن «الحميدي» من أبناء العاصمة صنعاء، كانت السلطات اليمنية أفرجت عنه قبل نحو شهرين من سجن الأمن السياسي (الاستخبارات) في صنعاء، بعد خمس سنوات من الاحتجاز، لم يقدم خلالها إلى المحاكمة ولم توجه له تهمة معينة».